الضويني: الأزهر الشريف منحة ربانية تقدم للبشرية ترجمة للوسطية

أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، خلال كلمته في الاحتفالية بمناسبة تأسيس الجامع الأزهر، أن الأزهر الشريف منحة ربانية منَّ الله بها على الأمة الإسلامية ليكون رمزًا للوسطية ومنارة للعلم.
وأشار الضويني، إلى أن الأزهر الشريف يمثل مرجعية دينية عالمية، يقدم للبشرية ترجمة واقعية لمفهوم الوسطية والاعتدال، مؤكدًا أن هذه الوسطية لا تتلاقى مع الغلو أو التفريط.
الأزهر الشريف.. منارة علمية عالمية
أوضح وكيل الأزهر، أن الجامع الأزهر ليس مجرد مسجد للصلاة، بل هو مؤسسة علمية تعلم فيها الملوك والسلاطين والرؤساء والوزراء، وكان له دور بارز في مقاومة الغزاة وحماية الهوية الإسلامية. وأكد أن الأزهر الشريف يضطلع بمسؤولية علمية ودعوية كبرى، ويواصل جهوده لترسيخ ثقافة السلام العالمي ونشر قيم التسامح والتعايش المشترك.
وأضاف الضويني، أن الأزهر الشريف هو المؤسسة الوحيدة التي صاغت مفهوم التعايش من خلال "بيت العائلة المصرية"، الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين أبناء الوطن الواحد. كما شدد على أن الأزهر الشريف يقف سدًا منيعًا في وجه الفكر المتطرف، ويؤكد دائمًا أن الدين والعنف لا يجتمعان أبدًا.
مسؤولية الأزهر في نشر الوسطية ومكافحة التطرف
أكد الدكتور محمد الضويني أن الأزهر الشريف يحمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن صحيح الدين، ونشر الفكر الوسطي المعتدل، ومحاربة الفكر المتطرف. ولفت إلى أن رسالة الأزهر الشريف تمتد إلى خارج حدود مصر، حيث يرسل مبعوثيه إلى مختلف دول العالم لنشر الإسلام الوسطي وتعزيز قيم الاعتدال.
وتابع الضويني قائلاً: "الأزهر الشريف ليس مجرد مؤسسة تعليمية، بل هو رمز حضاري يمثل الهوية الإسلامية، ويعمل على حماية المجتمع من الأفكار الهدامة والانحرافات الفكرية".
حضور رفيع المستوى في احتفالية الأزهر
شهدت احتفالية الجامع الأزهر حضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، ولفيف من كبار علماء الأزهر وطلابه.
وتضمنت الاحتفالية عددًا من الفعاليات المتنوعة، منها كلمات رسمية ألقاها كبار علماء الأزهر، وعرض فيلم وثائقي يستعرض تاريخ الجامع الأزهر ودوره في نشر العلم ومواجهة التحديات الفكرية. كما شهدت الاحتفالية تنظيم إفطار جماعي للصائمين.
الأزهر الشريف.. رسالة علمية وإنسانية
اختتم الدكتور محمد الضويني كلمته بالتأكيد على أن الأزهر الشريف سيظل الحصن المنيع الذي يحمي الأمة الإسلامية من التشتت والانقسام، ويعمل على ترسيخ قيم المحبة والسلام. وأوضح أن الأزهر سيواصل أداء رسالته العلمية والدعوية، وتقديم الدعم الكامل لقضايا الأمة الإسلامية في الداخل والخارج.
الجدير بالذكر أن المجلس الأعلى للأزهر قرر في مايو 2018 اعتبار السابع من رمضان يومًا سنويًا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر، تقديرًا لدوره التاريخي والحضاري في نشر العلم وتعزيز الهوية الإسلامية.