"آخر من تبقى من عبق ذكراه".. نجل المطرب محمد رشدي يعلن وفاة عمته

أعلن طارق محمد رشدي، نجل الفنان الكبير محمد رشدي، عن وفاة عمته عفاف رشدي، حيث ودّعت الحياة في أيام مباركة، تاركة خلفها ذكريات عائلية عابقة برائحة الماضي الجميل.
وعبّر طارق محمد رشدي عن حزنه عبر منشور مؤثر على "فيسبوك"، مستذكرًا مكانتها كآخر من تبقى من عبق والده الراحل، وداعيًا لها بالرحمة والمغفرة.

مسيرة المطرب الكبير الراحل محمد رشدي
يُعد محمد رشدي من أعمدة الأغنية الشعبية العربية، إذ أثرى المكتبة الغنائية بأعمال خالدة لا تزال تُردد حتى اليوم، ومن أبرزها "عدوية"، "تحت الشجر"، "كعب غزال"، و"طاير يا هوى".
بدأ محمد رشدي رحلته الفنية من بيئة دينية، حيث نشأ على تلاوة القرآن الكريم وشارك في جلسات الإنشاد بالموالد، ما لفت أنظار كوكب الشرق أم كلثوم، التي شجعته على صقل موهبته في معهد فؤاد الأول للموسيقى.
شكل محمد رشدي بصحبة الملحن بليغ حمدي والشاعر عبد الرحمن الأبنودي ثلاثيًا فنيًا استثنائيًا، أحدث ثورة في الأغنية الشعبية، مقدِّمًا لونًا جديدًا لقي استحسان الجماهير، وعلى الرغم من تعاون الأبنودي وبليغ مع عبد الحليم حافظ، إلا أن العلاقة الفنية التي جمعتهما برشدي كانت فريدة من نوعها، حيث صنعوا معًا إرثًا موسيقيًا مميزًا.
لم تقتصر موهبة رشدي على الغناء فحسب، بل امتدت إلى السينما، حيث شارك في عدة أفلام، مثل "المارد"، "عدوية"، و"حارة السقايين"، ما أضفى على مسيرته بعدًا فنيًا متنوعًا.
لكن النجاح لم يكن طريقًا ممهدًا، فقد واجه رشدي صراعات عديدة، خاصة في ظل المنافسة المحتدمة مع عبد الحليم حافظ، الذي حاول إبعاده عن بعض الملحنين والشعراء، بل وتدخل لمنع إذاعة بعض أغانيه. وبعد وفاته، كشف نجله طارق عن الضغوط الكبيرة التي تعرض لها والده، والتي أثرت عليه نفسيًا، حيث كان يسهر ليالي طويلة متأملًا تلك الصراعات.
برحيل عفاف رشدي، تُطوى صفحة أخرى من ذكريات هذا الفنان الذي ترك بصمة لا تُمحى في وجدان محبيه، ولا تزال أغانيه شاهدة على عصر من الإبداع والتحدي.