عبد المنعم سعيد: إسرائيل بدأت الحرب على إيران.. والمنطقة أمام سيناريوهات خطيرة

أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، المحلل السياسي وعضو مجلس الشيوخ، أن ما يحدث حاليًا بين إسرائيل وإيران يُعد تطورًا خطيرًا ومختلفًا عن سابق الأزمات في المنطقة، لافتًا إلى أن المواجهة الدائرة ليست بين دولة وميليشيا، بل بين دولتين إقليميتين لهما مشاريع سياسية وعسكرية كبرى.
وأضاف عبد المنعم سعيد، خلال مداخلة عبر تطبيق "زووم" مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، أن الحرب لم تتجاوز بعد 48 ساعة، ولذلك فإن الحكم على نتائجها سابق لأوانه، موضحًا أن إيران ليست مجرد دولة عابرة، بل هي قوة تاريخية في المنطقة، كما أن لها مشروعها الخاص الذي قد نرفضه، كما نرفض أيضًا المشروع الإسرائيلي.
إسرائيل بدأت الحرب
انتقد عبد المنعم سعيد الرواية الإسرائيلية بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمتلك ترسانة نووية معروفة، بينما تستخدم اتهام طهران بالسعي لسلاح نووي كذريعة لشن حرب استباقية، منوهًا إلى أن الاصطفاف الغربي خلف تل أبيب يفتقر للموضوعية، مضيفًا: "بريطانيا والولايات المتحدة تقفان بجانب إسرائيل، لكنهما تتجاهلان حقيقة أن تل أبيب هي من بدأت الحرب".
ووصف عبد المنعم سعيد المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بأنها مناورة خداعية، مشيرًا إلى أن هذه المحادثات كانت مجرد غطاء لتصفية المشروع النووي الإيراني عبر الغارات الإسرائيلية وليس بالتفاوض.
أول وجع في قلب إسرائيل
رغم الانتقادات التي وجهها عبد المنعم سعيد إلى إيران بسبب الاختراقات الأمنية والأخطاء الدفاعية، فإنه أشار إلى أن الضربة الإيرانية الأخيرة أصابت إسرائيل بوجع غير مسبوق منذ فترة طويلة، مبينًا أن هناك مناطق داخل تل أبيب تعرضت لأضرار شديدة، في تطور يُشبه مشاهد الدمار في المدن الكبرى، مما يعكس تصعيدًا استثنائيًا في مسار الحرب.
وأشار عبد المنعم سعيد إلى أن إسرائيل بدورها شنّت هجمات عنيفة ألحقت أذى كبيرًا بقوى مثل حماس وحزب الله، وتسعى الآن إلى تصفية خصومها واحدًا تلو الآخر.
التصعيد الإسرائيلي
في معرض حديثه عن احتمالات التصعيد الإقليمي، حذر عبد المنعم سعيد من أن الطموحات الإسرائيلية لا تتوقف عند إيران فقط، موضحًا أنها تسير في مشروع يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير القسري، بجانب القضاء على الميليشيات المسلحة في لبنان وغزة.
وعندما سألته لميس الحديدي إن كان يقصد أن مصر قد تكون ضمن المستهدفين لاحقًا، أجاب: "مصر كانت دائمًا موضع محاولات للتشويه الإعلامي الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بقوتها العسكرية"، مضيفًا: "أي مصري وطني يخشى على بلده عندما يرى هذه السيناريوهات تتكشف".

مصر تتمسك بالقانون الدولي
اختتم عبد المنعم سعيد مداخلته بالتأكيد على أن الوضع الإقليمي بالغ الخطورة، داعيًا إلى ضرورة التزام كافة الأطراف بـ القانون الدولي، مؤكدًا أن مصر تقدم نموذجًا للاستقامة السياسية عبر مواقفها المتوازنة في دعم الاستقرار، ورفضها لأي محاولات لفرض أمر واقع بالقوة.
وشدد عبد المنعم سعيد على أن من أشعل فتيل هذه الحرب هي إسرائيل، رغم أن الأجواء كانت تتجه نحو حل تفاوضي، بحسب تصريحات مسؤولين أمريكيين، ومنهم الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أشار إلى أن المفاوضات كانت "بناءة" قبل أن تندلع المعارك بشكل مفاجئ.