خبير عسكري لبناني: حزب الله يتراجع ويسلّم الدولة القرار العسكري لأول مرة|فيديو

قال العميد الركن المتقاعد جورج نادر، إن أذرع إيران في المنطقة بدأت تعيد حساباتها، في ظل التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب، مشيرًا إلى أن حزب الله اللبناني اتخذ موقفًا لافتًا وغير مسبوق بتأكيده أن الدولة اللبنانية هي الوحيدة المسؤولة عن الرد على أي اعتداء إسرائيلي.
التصعيد العسكري
وخلال مداخلة عبر "زووم" مع الإعلامي إبراهيم عيسى في برنامج "حديث القاهرة" على قناة "القاهرة والناس"، قال نادر إن هذا البيان يمثل تحوّلًا في استراتيجية حزب الله، إذ يعترف للمرة الأولى بأنه يقف خلف الدولة اللبنانية وليس في موقع القيادة الميدانية المباشرة، وهو ما يعكس مخاوف واضحة من رد فعل إسرائيلي محتمل.
وأوضح أن سلاح حزب الله لم يعد مصدر قلق كبير لإسرائيل كما في السابق، مؤكدًا أن تل أبيب باتت تطمح لما هو أبعد من نزع السلاح، وتسعى إلى فرض اتفاق سياسي أو أمني بالقوة على لبنان، مشابه لما حدث في اجتياح 1982.
وأشار إلى أن الضغط الإسرائيلي يتزايد مع تراجع زخم الدعم الإيراني لحلفائها في المنطقة، ما يهدد بإعادة رسم المعادلات العسكرية في جنوب لبنان. كما نوه إلى أن محاولات إيران لاستهداف منشآت حساسة داخل إسرائيل، كالمراكز النووية، لم تحقق أهدافها بعد، مشددًا على أن الأذرع الإيرانية أرهقت إسرائيل ولكن على حساب تراجع هيبة طهران نفسها.
أبلغت الدولة اللبنانية، بأن من سيجر لبنان إلى مواجهة لا دخل لها بها سيتحمل المسؤولية الكاملة، وأنها لن تسمح للحزب بجر البلاد لحرب ليس لها ناقة فيها ولا جمل.
ويأتي ذلك في ظل مخاوف لبنانية من خوض حزب الله حرب جديدة مع إسرائيل، إسنادًا لإيران حليفته التي تتعرض لهجوم إسرائيلي عنيف منذ الفجر، أسفر عن مقتل رأس الهرم العسكري فيها، فضًلا عن تدمير مطارات ومصانع عسكرية، واستهداف منشآت نووية.
وكان حزب الله قد أعلن الحرب على إسرائيل في الـ 8 من أكتوبر 2023 لإسناد غزة، فيما حاولت إسرائيل إجتياح الجنوب اللبناني في أكتوبر الماضي، إلا أن قوات حزب الله استطاعت ردعه جيش الاحتلال الذي لم يتقدم سوى لبضعة كيلومترات في الأراضي اللبنانية.
ومني حزب الله رغم صده الاجتياح البري، بخسائر كبيرة في صفوفه، وكشفت الحرب عن إختراق أمني واستخباراتي كبير، لا سيما بعد أن اغتيلت معظم القيادات الأساسية في الحزب وعلى رأسهم حسن نصر الله الأمين العام.
وتم توقيع إتفاقية وقف إطلاق النار بين الطرفين في نوفمبر الماضي، فيما لا تزال تخرق إسرائيل الإتفاقية مع لبنان بشكل شبه يومي، وسط صمت دولي، بينما لا يرد الحزب على تلك الإنتهاكات المستمرة.