خبير أمني: إيران فجرت مفاجأة بصواريخها الفرط صوتية.. وتفوق بحري يقلق إسرائيل

قال العميد محمود محيي الدين، الباحث السياسي في شؤون الأمن الإقليمي، إن خسائر تل أبيب لم تكن مفاجئة نظرًا لما تمتلكه إيران من ترسانة صاروخية متطورة بنتها خلال 30 عامًا، مشيرًا إلى أن الصراع مع إسرائيل قد يكون غير متوازن، لكنه ليس غير متكافئ.

صواريخ فرط صوتية

وأوضح، خلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي، أن إيران تعتمد على التصنيع الذاتي لسلاحها منذ أكثر من 45 عامًا، في ظل الحصار، في حين تتلقى إسرائيل دعمًا فوريًا من الولايات المتحدة، مثلما حدث مؤخرًا عندما حصلت على 3000 صاروخ من نوع "هيل فاير".

وأضاف أن إيران تمتلك صواريخ فرط صوتية قادرة على الوصول إلى تل أبيب خلال 12 دقيقة فقط، مشيرًا إلى أنها تتمتع بسرعة تفوق 5 أضعاف سرعة الصوت، بالإضافة إلى قدرة فائقة على المناورة والتدمير، وهي ما أثارت حالة من الذعر غير المسبوق داخل إسرائيل.

وأشار إلى أن القوة البحرية الإيرانية متفوقة، ولها حضور مكثف في الخليج، والبحر الأحمر، والمتوسط، وتمتلك تكنولوجيا المسيرات البحرية قبل أي دولة أخرى بالمنطقة، لافتًا إلى أن الطيران الإيراني متراجع بسبب قِدم معداته، ما دفعها للتركيز على تطوير المسيرات الهجومية، والتي استفادت منها روسيا في حرب أوكرانيا.

وختم مؤكدًا أن إسرائيل تعتمد على التفوق الجوي والغارات الدقيقة، بينما تلعب إيران على الردع الصاروخي والانتشار البحري الواسع.

قالت الإعلامية لميس الحديدي، إن التصعيد العسكري المتبادل بين إيران وإسرائيل دخل يومه الثاني، مشيرة إلى أن ما حدث الليلة الماضية كان "غير متوقعًا لإسرائيل، لكنه مألوف للفلسطينيين".

ليلة مرعبة لإسرائيل 

وخلال تقديمها برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، أكدت الحديدي أن الإيرانيين نفذوا هجومًا واسعًا ومفاجئًا على إسرائيل، وصفته بأنه "الأكبر من نوعه منذ سنوات"، في إطار عملية "الوعد الصادق"، ردًا على "الأسد الصاعد" الإسرائيلية.

وأضافت: "رغم نجاح القبة الحديدية في اعتراض عدد من الصواريخ، فإن الخسائر كانت فادحة، حيث تم قصف مواقع حيوية في تل أبيب، وتحدثت التقارير عن ثلاثة قتلى و90 مصابًا، وإجلاء نحو 300 شخص".

وأوضحت أن إسرائيل عاشت ليلة من القصف والدمار، والرعب، لم تعتدها منذ وقت طويل، على عكس الفلسطينيين الذين يعيشون هذه المعاناة يوميًا، وقالت: "ما عاشه الإسرائيليون ليلة أمس، يعيشه الفلسطينيون لأيام وشهور وربما سنوات".

ولفتت إلى أن إيران استهدفت منشآت نفطية في حقل بارس الجنوبي ومواقع حساسة في أصفهان، مشيرة إلى أن أسعار النفط ارتفعت بنسبة 7% في أعقاب الهجوم.

وختمت الحديدي بالتساؤل: "هل يستطيع المواطن الإسرائيلي تحمل حرب طويلة؟ إيران دولة واسعة وذات عمق استراتيجي، بينما إسرائيل دولة صغيرة، فهل يحتمل سكانها العيش تحت القصف لأسابيع كما يهدد نتنياهو؟"