عاجل

سمير فرج: الصواريخ الإيرانية تهدد العمق الإسرائيلي بمدى 2000 كيلومتر

اللواء دكتور سمير
اللواء دكتور سمير فرج

علّق اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي والمدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، على التصعيد العسكري الخطير بين إيران وإسرائيل خلال الساعات الأخيرة، مشيرًا إلى أن ما يجري في المنطقة يمثل تطورًا بالغ الخطورة في معادلات الردع الإقليمي.

وأوضح سمير فرج، في حوار مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة صدى البلد، أن إيران عملت على مدار السنوات الماضية على تطوير منظومتها الصاروخية، بالتوازي مع جهودها في تعزيز قدراتها النووية، بما يمثل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي.

صواريخ إيرانية متوسطة المدى 

وأكد سمير فرج أن إيران تمتلك صواريخ باليستية يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، وهي قادرة على الوصول إلى أهداف داخل العمق الإسرائيلي بسهولة، مما يغير قواعد الاشتباك التقليدية في المنطقة، ويدفع نحو سباق تسلح متسارع في الشرق الأوسط.

وأضاف سمير فرج أن هذه الصواريخ تمثل إحدى ركائز استراتيجية الردع الإيرانية، التي ترتكز على القدرة على تنفيذ ضربات بعيدة المدى، سواء ضد إسرائيل أو القواعد الأمريكية في المنطقة، حال اندلاع مواجهة شاملة.

الطائرات المسيرة الإيرانية

وأشار سمير فرج إلى أن إيران لم تعتمد فقط على الصواريخ، بل طورت أسطولًا من الطائرات المسيّرة (الدرونز) ذات المدى البعيد، والتي تصل إلى 2000 كيلومتر أيضًا، ما يمنحها القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة أو مهام استنزاف دفاعية وهجومية في آنٍ واحد.

وأوضح سمير فرج أن إيران استخدمت هذه المسيرات خلال الهجمات الأخيرة على إسرائيل بهدف إرباك وتشتيت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، ما يسمح بمرور الصواريخ الباليستية إلى أهدافها بنجاح، ويعد ذلك أسلوبًا تكتيكيًا متقدمًا في الحروب الحديثة.

تحديات لأمن إسرائيل والمنطقة

وشدد سمير فرج على أن ما تقوم به إيران ليس مجرد رد عسكري، بل رسالة استراتيجية موجهة إلى تل أبيب وواشنطن، مفادها أن طهران باتت تمتلك أدوات متقدمة للردع والرد، ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويصعب من احتمالات التهدئة القريبة.

وأشار سمير فرج إلى أن هذه التطورات تفرض تحديات كبيرة على إسرائيل، لا سيما في ظل توسع مدى التهديدات الإيرانية لتشمل العمق الاستراتيجي الإسرائيلي بالكامل، بالإضافة إلى تنامي نفوذ طهران عبر أذرعها في المنطقة مثل حزب الله والحوثيين وفصائل أخرى.

اللواء سمير فرج 
اللواء سمير فرج 

معادلة ردع جديدة 

في ضوء التطورات الأخيرة، يرى سمير فرج أن الشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة من توازنات القوى، تعتمد فيها إيران على الصواريخ والمسيرات كأدوات رئيسية في الردع والهجوم، وهو ما قد يغير قواعد الاشتباك بين القوى الإقليمية الكبرى.

وأكد سمير فرج أن الحل الوحيد لاحتواء الموقف هو دبلوماسية عقلانية تنزع فتيل المواجهة الشاملة، وإلا فإن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى انفجار شامل ستكون له تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي والدولي.

تم نسخ الرابط