إخلاء مقر جهاز "الموساد" وقيادة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي
كشفت مصادر أمنية إسرائيلية عن قرار إخلاء مقر جهاز "الموساد" وقيادة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في منطقة "الكرية" بوسط تل أبيب، في خطوة غير مسبوقة تعكس تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة.
جاء هذا الإجراء عقب تلقي تل أبيب تحذيرات عاجلة من تهديدات مباشرة تستهدف البنية التحتية الاستخباراتية والعسكرية، في ظل تصعيد متبادل بين إسرائيل وإيران.
خلفية التصعيد: ردود متبادلة وهجمات جوية
شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، ردّت عليها طهران بهجمات صاروخية متكررة، ما أسفر عن حالة توتر متصاعدة.
وتزامن ذلك مع تحليق مكثف لطائرات إيرانية مسيرة وتهديدات من الحرس الثوري الإيراني بالرد داخل العمق الإسرائيلي، مما دفع إلى تعزيز إجراءات الحماية لمواقع حساسة.
إخلاء "الكرية": قرار استراتيجي لضمان استمرارية العمل
أكد مسؤول أمني إسرائيلي أن قرار الإخلاء جاء "احترازيًا وضروريًا" لضمان استمرار عمل الأجهزة الحساسة في مواقع بديلة مؤمّنة، خاصة مع تقديرات تشير إلى ضعف الحصانة الدفاعية لمقرات "الكرية" أمام الضربات بعيدة المدى.
وتعتبر "الكرية" مركزًا رئيسيًا لقيادة العمليات العسكرية والسياسات الأمنية في إسرائيل، ما يجعل إخلاءها مؤشرًا خطيرًا على حجم التهديد.
تعزيزات أمنية وإجراءات مشددة
شهدت الشوارع المحيطة بالمنطقة تعزيزات أمنية مكثفة، مع نشر قوات خاصة وإغلاق متقطع للمجال الجوي فوق وسط البلاد، في محاولة لمنع أي اختراق أمني محتمل. وتعمل الأجهزة الأمنية بشكل مكثف للحفاظ على أمن العاصمة وسط حالة تأهب قصوى.
في المقابل، استمرت إيران في تصعيد نبرتها العسكرية، حيث حذر قادة في الحرس الثوري من أن "الرد على أي عدوان إسرائيلي لن يكون محدودًا"، مهددين بضرب مراكز القرار في تل أبيب.
ورأى محللون أن قدرة إيران على التهديد المباشر للمواقع الأمنية الإسرائيلية تمثل تحولًا نوعيًا في ميزان الردع بالمنطقة، ما ينذر بفصل جديد من التوتر قد لا يبقى خافياً أو محدودًا.
غياب الوساطات الدولية وصمت عالمي
وتأتي هذه التطورات وسط غياب مؤشرات واضحة على تحركات دبلوماسية لخفض التصعيد، مع ملاحظة صمت أمريكي حذر ومراقبة أوروبية متأهبة، ما يزيد من احتمالات استمرار التوتر وتصاعده. ويبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة دقيقة تتطلب مراقبة مستمرة لما سيحدث في الأيام القادمة.
