رئيس الوزراء: لا أحد يستطيع التنبؤ بمصير التصعيد الراهن في المنطقة

وجّه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تحذيرًا جديدًا من خطورة التصعيد المتنامي في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن التطورات الجارية تنذر بعواقب غير محسوبة في حال استمرار التوتر دون حلول دبلوماسية.
وخلال كلمة رئيس الوزراء، في مؤتمر صحفي على هامش جولته التفقدية بمحافظة البحيرة، قال أنه منذ عام ونحن نحذر من مخاطر التصعيد في المنطقة، واليوم نُجدّد الدعوة إلى التهدئة، لأن أحدًا لا يستطيع التنبؤ بمآلات هذا الوضع أو حجم نتائجه".
وأشارمدبولي، إلى أن العالم يقف اليوم أمام مفترق طرق حرج، مشددًا على أن توسّع رقعة التصعيد قد يؤدي إلى أزمة إقليمية وربما عالمية، وهو ما يستدعي استنفار كافة الجهود الدولية لتطويق التوتر وضمان استقرار المنطقة.
دعوات مصرية متكررة لضبط النفس
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، أن مصر تتابع عن كثب مجريات الأحداث في المنطقة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تلتزم بثوابت راسخة في سياستها الخارجية، تقوم على رفض التدخلات العسكرية، وتشجيع الحلول السياسية والدبلوماسية.
وأوضح مدبولي، أن القاهرة من منطلق دورها الإقليمي المحوري، تواصل اتصالاتها الدولية وتدعو كافة الأطراف إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء دوامة العنف، مؤكدًا أن الحفاظ على استقرار المنطقة مسؤولية جماعية تتطلب تنسيقًا دوليًا فعّالًا.
وأضاف رئيس الوزراء: "نأمل من الله ألا تتسع رقعة الصراع أكثر مما هي عليه الآن، لأن استمرار هذا التصعيد قد ينعكس سلبًا على الأمن الإقليمي والدولي، وعلى استقرار الشعوب في المنطقة بأسرها".
الأزمة الحالية تهدد جهود التنمية
ولفت مصطفى مدبولي، إلى أن التوترات الراهنة لا تهدد فقط الوضع السياسي والأمني، بل تمتد آثارها إلى عرقلة مشاريع التنمية وتعطيل خطط إعادة الإعمار وتحسين مستويات المعيشة في العديد من دول المنطقة، مشددا على أن دولًا مثل مصر، التي تسعى إلى تحقيق معدلات تنموية مرتفعة، تتضرر بصورة غير مباشرة من أي اضطرابات إقليمية، لما تمثّله من عبء إضافي على الموارد، وتحدٍّ للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف مصطفى مدبولي، أن التهديدات الإقليمية تستوجب تبني نهج شامل يجمع بين السياسة والاقتصاد والدبلوماسية، لضمان قدرة الدول على الصمود أمام الضغوط، ومواصلة مسيرة التنمية المستدامة رغم التحديات.

مصر تواصل دورها
في ختام تصريحاته، شدد مصطفى مدبولي، على أن مصر ستظل تلعب دورًا فاعلًا في دعم الأمن والسلم الإقليمي، وتحرص على أن تكون صوت العقل والاعتدال في منطقة تموج بالأزمات، لافتا إلى أن القيادة السياسية المصرية تضع في أولوياتها تجنيب المنطقة مزيدًا من المعاناة الإنسانية، وتسعى لتعزيز مسارات الحوار، مع دعم المبادرات الرامية إلى وقف التصعيد والعودة إلى طاولة التفاوض.