علي جمعة يكشف سرا في ذكر الله.. كيف يذكرك الله بالملأ الأعلى؟

ذكر الله هو المنزلة الكبرى التي منها يتزود العارفون وهو قوت قلوب العارفين التي متى فارقتها صارت الأجساد لها قبورًا ، وعمارة ديارهم التي إذا تعطلت عنه صارت بورًا ، وهو سلاحهم الذي يقاتلون به وماؤهم الذي يطفئون به نار الحياة وقسوتها ودواء أسقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب، والسبب الواصل والعلاقة التي كانت بينهم وبين علام الغيوب.
سر عجيب في ذكر الله
وعن فضائل ذكر الله يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق إن من جميل المنن، ومن أعلى النعم، أن الله سبحانه وتعالى يذكر اسمك في الملأ الأعلى عند ذكره تعالى، وفي الحديث القدسي: «ومن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خيرٍ منه». هكذا يمنّ الله علينا، وهو الذي خلقنا ووفقنا لذكره، فإذا به يعطينا على هذا الذكر - وهو الذي يعود علينا بتنوير القلوب وغفران الذنوب - أجراً حسناً.

حب الله للعبد
وأضاف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: لو تخيّل الإنسان أنه كلما ذكر الله من قلبه، ذُكر في الملأ الأعلى في الحضرة القدسية! وفي الحديث: «إذا أحبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلُ: إنَّ اللهَ يحبُّ فلانًا فأحبِبْه، فيحبُّه جبريلُ، فينادي جبريلُ في أهلِ السماءِ: إنَّ اللهَ يحبُّ فلانًا فأحبُّوه، فيحبُّه أهلُ السماءِ، ثم يُوضَعُ له القَبولُ في الأرض».
وتابع الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق: يأخذ سيدنا جبريل هذا النداء، وينزل به إلى مَن بعده، ويقول: إن ربكم يحب فلانًا فأحبوه. وتتسلسل هذه المحبة من الملأ الأعلى، فيجد أحدكم نفسه قد أحبه الناس من غير حول له ولا قوة: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾، واعلموا أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى إذا ذكرك في الملأ الأعلى، فإنه يُلقي عليك محبةً منه.
واختتم الدكتور علي جمعه حديثه قائلا: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ دافعةٌ للذِّكر، وتجعلك محلاً لنظره عز وجل: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾.