عاجل

سمندل الماء المتوهج يكشف سر تجدد الأطراف..هل اقترب حلم شفاء الإنسان؟

سمندل الماء
سمندل الماء

هذا السلمندر المائي المعروف بقدرته العجيبة على تجدد الأطراف ،من كان يتخيل أن كائنًا صغيرًا بلون أخضر متوهج وابتسامة هادئة يمكن أن يحمل مفتاحًا لأحد أعقد ألغاز الطب؟ سمندل الماء، ، منح العلماء مؤخرًا لمحة أعمق حول الآلية التي تسمح له بإعادة بناء ما فُقد، ما قد يفتح الباب أمام علاجات ثورية للبشر.

 

سمندل الماء.. بطل خارق في معمل العلماء

سمندل الماء ليس كائنًا عاديًا، فهو قادر على تجدد الأطراف بالكامل بعد إصابتها أو بترها، وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Communications، استخدم الباحثون نسخة معدلة وراثيًا من هذا الكائن تتوهج باللون الأخضر لتتبع إشارات تجدد الخلايا.

الهدف كان رصد مادة تُعرف باسم حمض الريتينويك (Retinoic Acid)، وهي تلعب دورًا مهمًا في إرشاد الخلايا المصابة حول الجزء الذي يجب أن يُعاد إنماؤه، سواء كان يدًا أو ذراعًا كاملة.

السر في حمض الريتينويك

المثير في الدراسة هو أن حمض الريتينويك، المعروف كمكوّن شائع في علاجات حب الشباب، تبين أنه أيضًا المفتاح لإعطاء أوامر تجديد الخلايا في سمندل الماء، فعند حقن كميات كبيرة منه، لاحظ العلماء أن الحيوان لا ينمّي اليد فقط بل ذراعًا كاملة، أي تجدد الأطراف كما لو أنه تلقى أوامر خاطئة.

لكن كيف يتحكم الجسم بهذا التوازن؟ يكمن الجواب في إنزيم يُدعى CYP26B1، وهو المسؤول عن تكسير حمض الريتينويك في جسم سمندل الماء، ما يمنع التجدد من تجاوز الحد المطلوب.

هل يمكن للبشر أن يستعيدوا هذه القدرة؟

عندما تُصاب خلايا سمندل الماء، فإنها تمر بمرحلة تُعرف بـ"إلغاء التخصص"، فتعود إلى حالة شبيهة بالجنين، وتصبح قادرة على "سماع" إشارات التجدد القادمة من حمض الريتينويك.

أما في الإنسان، فالأمر مختلف؛ خلايانا لا تمر بهذه المرحلة عند الإصابة، وبدلًا من ذلك تتجه إلى التندّب، لكن العلماء يتساءلون: ماذا لو استطعنا تفعيل هذه الجينات في الوقت المناسب باستخدام أدوات مثل CRISPR؟

بحسب البروفيسور موناهان، أحد المشاركين في الدراسة، "ربما لا نحتاج لإضافة جينات جديدة، بل يكفي أن نشغّل الجينات المناسبة في اللحظة المناسبة".

الطريق ما زال طويلًا.. لكن الأمل موجود

الباحثة كاثرين مكاسكر، التي لم تشارك في الدراسة لكنها تعمل أيضًا على تجدد الأطراف، تشير إلى أن تطبيق هذا الاكتشاف على البشر ما زال بعيدًا، فبينما يستغرق سمندل الماء بضعة أيام لكي تجدد الأطراف، قد يحتاج الإنسان إلى سنوات.

لكنها تؤكد أن هذه الأبحاث أساسية لمستقبل الطب، مضيفة: "نحن نكتشف طرقًا بيولوجية جديدة لم نكن نعتقد أنها ممكنة".
كائن متوهج يقود مستقبل الطب

ربما لا يزال أمامنا الكثير قبل أن نرى إنسانًا يُعيد إنماء ذراعه، لكن ما يفعله سمندل الماء اليوم في المختبرات يمنحنا أملًا حقيقيًا. ومع استمرار الأبحاث، قد تصبح هذه القدرة الخارقة جزءًا من مستقبل الطب التجديدي.

تم نسخ الرابط