خانت الأخت والزوج.. ذبحته بمساعدة عشيقها وألقت بجثته في ترعة بقنا

أطلقت لشهواتها العنان، وارتمت في أحضان الشيطان، تنهل من بئر الخيانة وتدنس أطهر العلاقات الإنسانية بين الزوجة وزوجها، والسيدة وشقيقتها. لم تُراعِ ما سوف يترتب على خيانتها المزدوجة، ضاربةً عرض الحائط بعادات وتقاليد المجتمع الصعيدي، ذو التقاليد الصارمة التي لا تسمح بالخروج عنها، ويعاقب المخطئ بأحكام شديدة القسوة.
فقد لعب الشيطان برأس الزوجة، وارتبطت بعلاقة غير مشروعة بزوج شقيقتها، الذي بادلها نفس العلاقة، لتخون زوجها ومن قبله شقيقتها، وتجسّد بتلك العلاقة أقصى أشكال الخيانة. وكان القرار الأصعب بعدما شك الزوج في زوجته، فقد تطور الأمر من خيانة إلى جريمة.
جثة مجهولة
من الوهلة الأولى، وبعد العثور على جثة مجهولة بترعة داخل مركز فرشوط شمال محافظة قنا، بدا أن هناك جريمة قتل غامضة أدت إلى التخلص من صاحب الجثة. حيث أكد مفتش الصحة من خلال مناظرة الجثمان، أن هناك جرحًا ذبحيًا بعرض الرقبة، بينما لم يُعثر على أي مستندات أو أوراق في ملابس القتيل تدل على شخصيته.
وفي الوقت نفسه، لم تكن هناك بلاغات عن غياب أشخاص تتوافق صفاتهم مع ملامح الجثة. القتيل في العقد الخامس من العمر، ولا يمكن أن يكون غيابه غير ملحوظ خلال 24 ساعة من ظهور الجثة. كما تشير الدلائل إلى أنه من المحتمل أن يكون من بين سكان القرى القريبة من موقع العثور على الجثة.
جهود البحث
تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء أحمد البديوي، مدير المباحث الجنائية، وتكوّن الفريق من الرائد إسلام الصاوي، رئيس مباحث فرشوط، وضباط مباحث أبوتشت. وبدأت جهود البحث في جمع المعلومات لتحديد هوية المجني عليه، في محاولة للعثور على طرف خيط يؤدي لاكتشاف مرتكبي الجريمة.
وفي الوقت الذي كان ضباط المباحث يسابقون الزمن لمعرفة هوية القتيل، ورد بلاغ إلى مركز شرطة أبوتشت من زوجة تُبلغ عن غياب زوجها عن المنزل، في توقيت مقارب لوقت العثور على الجثة. ومن هنا بدأت تتكشف خيوط الجريمة، بعدما تأكد ضباط فريق البحث من هوية القتيل، وهو مقيم بقرية بلاد المال بمركز أبو تشت، شمال محافظة قنا.
مراجعة الكاميرات
بدأت المباحث بمراجعة الكاميرات في كل خطوط السير المحتملة التي سلكها المجني عليه، لتحديد آخر ظهور له وهو على قيد الحياة. ولاحظ الضباط أن المجني عليه كان في حالة شبه إعياء، برفقة زوجته وزوج شقيقتها، حيث وضعوه داخل "توك توك" يعمل عليه الأخير، ثم ساروا به في اتجاه إحدى الترع.
ومن هنا بدأ ضباط فريق البحث في تضييق الخناق على الزوجة، التي أنكرت رؤيتها لزوجها في اليوم الذي سبق الإبلاغ عن اختفائه. غير أن التحريات أثبتت أنه كان بصحبتها وزوج شقيقتها، وأنها لم تُفصح عن استقلالها "التوك توك" معه.
دوافع الجريمة
وتبين من خلال التحريات أن خلافًا كبيرًا نشب بين المجني عليه وزوجته، بعد اكتشافه علاقة غير مشروعة بينها وبين زوج شقيقتها. وقبل أن يُفتضح أمرهما، قررا التخلص منه بأي وسيلة.
فخططت الزوجة لدسّ مخدر في شرابه، وما إن تناوله حتى ظهرت عليه علامات الإعياء. وحضر شريكها بالتوك توك، فوضعا المجني عليه داخله، وتوجّها به إلى منطقة نائية بين قريتي الكوم الأحمر ورفاعة بمركز فرشوط. وهناك، في مكان خالٍ من المارة على ضفة ترعة خور الحليمي، بالقرب من كوبري الخلابيصي، قام شريك الزوجة بذبح المجني عليه بعدما فقد وعيه تمامًا نتيجة المخدر.
طمس الهوية
أخذ الجناة جميع الأوراق والمستندات والمتعلقات الخاصة بالمجني عليه، لتصعيب مهمة التعرف عليه، ثم ألقوا بجثته في الترعة، وأسرعوا بالفرار من مكان الجريمة. غير أن ضحالة المياه وضعف التيار، تسببا في بقاء الجثة في مكانها حتى تم العثور عليها.
اعترافات كاملة
بمواجهة الزوجة وشريكها، وبعد ضبطهما بالأدلة التي توصلت إليها التحريات وما سجلته الكاميرات، اعترفا بارتكاب الجريمة كاملة. وتم تحرير محضر بالواقعة، وعرض المتهمين على النيابة العامة، التي أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.