مقتل مصطفى بعد رفضه مساعدة زميله بالغش أثناء الامتحان بالفيوم

بين جدران المدرسة، هناك صنفان من الطلبة: من يحمل أحلام أسرته، ويحاول مكافئتها على ما تمنحه من جهد ومال طوال العام، والثاني يرتمي في أحضان الملذات، غير مبالٍ بأسرته التي تنتظر منه أن يكون ثمرة تعبهم وكفاحهم. وما بين هذا وذاك، يختلط الجميع بالمدرسة، كل يسير فيما مهد لنفسه من طريق، إلا أن الطرق تفترق في الامتحان والنتيجة التي تأتي دائمًا حسب ما اختار كل منهما.
بداية قصة مصطفى
كان الأمر كذلك في مدرسة سنرو الثانوية التجارية بمركز أبشواي بمحافظة الفيوم، حيث توجه مصطفى، الطالب بالصف الثالث الثانوي، لأداء الامتحان. أمام عينيه، معاناة والده طوال العام لتوفير متطلباته، وآلام أمه المريضة التي لم تدخر جهدًا في الاهتمام به. يريد مصطفى أن يرد لهما الجميل بالنجاح في عامه الدراسي الأخير بمرحلة التعليم الثانوي.
محاولة للغش
وأثناء تواجده داخل لجنة الامتحان، طلب منه زميله أن يساعده في الإجابة، في الوقت الذي لم يكن مصطفى قد أنهى إجابته، فرفض. لاحظ مراقب اللجنة إلحاح الطالب على مصطفى، فنهره وهدده بالطرد من اللجنة. اعتقد مصطفى أن الأمر قد انتهى عند هذا الحد، إلا أن زميله قرر الانتقام منه، لا لأنه أخطأ في حقه أو سبه أو تعدى عليه، بل كل ذنبه أنه رفض أن يساعده في الإجابة.
غدر الأصحاب
انتهى الامتحان، وخرج مصطفى من المدرسة، لم يتوقع غدرًا أو خيانة من زميله. إلا أنه فور خروجه، فوجئ به يستوقفه ويتعدى عليه بالضرب، وأخرج سلاحًا أبيض من بين طيات ملابسه، وسدد له عدة طعنات مفاجئة، ليسقط على الأرض غارقًا في دمائه، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، عقابًا له على رفض منحه الإجابات.
صدمة الأسرة
بينما تنتظر الأسرة عودة مصطفى من الامتحان كعادته كل يوم، إذا بهاتف الأب يدق ليخبره شخص أن نجله قد أصيب ونُقل إلى المستشفى. ظن الأب أنه قد تعرض لحادث أثناء عودته، فهرع إلى المستشفى ليجد جثمان نجله مسجى. تهتز الأرض تحت قدميه، فقد تحطم حلم السنين في لحظات، هو الذي كان ينتظر تخرج نجله خلال أيام، بعد سنوات طويلة كان يعده فيها ليكون سندًا له في الحياة.
تحول كل ذلك في لحظات إلى كابوس مؤلم، على يد شخص لم يكن يومًا طالبًا في محراب العلم، بل مارس الإجرام في بداية حياته، ليبدأ بين جدران السجون، التي قد تنتهي كما أنهت حياة صديقه بطعنة غدر.
وكانت قرية سنرو القبلية، التابعة لمركز أبشواي بمحافظة الفيوم، شهدت جريمة قتل مأساوية، حيث أقدم طالب بالصف الثالث الثانوي التجاري على إنهاء حياة زميله طعنًا بسلاح أبيض، عقب خروجهما من لجنة الامتحان، مما أسفر عن وفاة المجني عليه قبل وصوله إلى المستشفى، رغم محاولات زملائه إنقاذه.
تلقى اللواء أحمد عزت، مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم، إخطارًا من مأمور قسم شرطة أبشواي، يفيد بوقوع مشاجرة بين مجموعة من الطلاب أمام المدرسة التجارية بقرية سنرو القبلية. وأسفرت عن قيام طالب بطعن زميله باستخدام آلة حادة "كتر" عقب أدائهما امتحان نهاية العام.
على الفور، انتقلت قوات الأمن إلى موقع الحادث، وتبين أن طالبًا بالصف الثالث الثانوي التجاري اعتدى على زميله "مصطفى" بنفس الصف الدراسي، موجّهًا إليه عدة طعنات نافذة في منطقة البطن، أودت بحياته على الفور.
ضبط المتهم
تمكن رجال الأمن من القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة بسبب مشادة بينه وبين المجني عليه داخل اللجنة، عندما رفض مساعدته في إجابة الامتحان، مما عرضه للحرج من قبل مراقب اللجنة الذي هدده بالطرد. تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.