وزير الخارجية الأسبق: إسرائيل خرجت عن قواعد الإقليم.. وتجاوزت أطر السلام

حذّر السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، من خطورة التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد إيران، مؤكدًا أن العمليات الأخيرة خرجت عن قواعد الاشتباك التقليدية وأصبحت "مفتوحة دون ضوابط"، ما يُنذر باندلاع صراع إقليمي واسع يصعب احتواؤه دبلوماسيًا.
خطورة التصعيد العسكري
وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي مصطفى بكري في برنامج "حقائق وأسرار" على قناة "صدى البلد"، قال العرابي إن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي، وقد تلجأ للرد في نقاط استراتيجية مثل مضيق هرمز أو عبر استهداف قواعد أمريكية بدول عربية، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي.
وأضاف، أن الضربات لم تكن مفاجئة بالكامل، بل جاءت ضمن خطة ممنهجة إسرائيلية استهدفت "تقليم أظافر" أذرع إيران في الإقليم، بدءًا من اغتيال قادة في حزب الله، وصولًا إلى استهداف العمق الإيراني نفسه.
وأشار إلى أن إسرائيل نجحت في توجيه ضربة مؤلمة لإيران، لا تستهدف منشآت نووية فقط، بل تسعى إلى إضعاف شامل لقدرات طهران العسكرية والاقتصادية، وإعادتها سنوات إلى الوراء.
وأكد العرابي أن تداعيات هذا التصعيد قد تطال مصر مباشرة، خصوصًا في ملف الغاز الطبيعي، حيث قد يؤدي التوتر في مضيق هرمز إلى تقليص الإمدادات وارتفاع أسعار الطاقة عالميًا.
واختتم العرابي، تصريحه بأن إسرائيل تجاوزت أطر السلام، وسلوكها العسكري المنفلت يفقدها شرعيتها السياسية والشعبية، وقد يؤدي لإعادة النظر في جدوى التعامل معها كطرف في أي مسار سلمي مستقبلي.
أكّد مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل تستعد لاحتمال خوض عدة أيام من القتال ضد إيران، في أعقاب الضربة الجوية التي نفذتها قوات الاحتلال فجرًا على العاصمة الإيرانية طهران، بحسب ما نقلته القناة 13 الإسرائيلية.
واعترف التلفزيون الرسمي الإيراني بالهجوم، موضحًا أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مناطق شمال شرقي العاصمة، وتسببت في انفجارات عنيفة أثارت الذعر بين السكان، في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا غير مسبوق.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد أعلن حالة الطوارئ في عموم البلاد، مؤكدًا أن الهجوم يُعد ضربة استباقية ضد إيران، وذلك وسط مخاوف متزايدة من رد إيراني واسع قد يؤدي إلى انفجار إقليمي شامل.
ولم تُصدر طهران حتى الآن بيانًا رسميًا يكشف عن حجم الخسائر أو تفاصيل الأهداف التي طالتها الضربات، فيما تسود أجواء من القلق في الأوساط الدولية، وسط دعوات للتهدئة وتجنب انزلاق الأوضاع نحو حرب مفتوحة في الشرق الأوسط.