بعد تصدرها محركات البحث.. من هي ريما حسن الناشطة الفلسطينية؟

انقلت السلطات الإسرائيلية البرلمانية الأوروبية ريما حسن إلى العزل الانفرادي، أمس الأربعاء، بعد أن كتبت الحرية لفلسطين على جدار الزنزانة التي احتجز فيها نشطاء سفينة «مادلين» الإنسانية اعتراضاً على هذه الخطوة، بدأت حسن إضراباً عن الطعام، لتنضم إلى الناشط البرازيلي تياغو أفيلا المضرب عن الطعام منذ الاثنين.
وقد نشر حساب ریما حسن على إكس» رسائل من زملائها الموقوفين، شدّدوا فيها على أنّ الجيش الإسرائيلي اعترض سفينة «مادلين داخل المياه الدولية، ما يُعتبر خرقاً إضافياً للقانون الدولي. وطالبوا حكوماتهم بضغط إضافي على إسرائيل، وبفرض العقوبات.
ثمانية ناشطين من أصل 12 ما زالوا موقوفين لدى السلطات الإسرائيلية، ومن المرتقب أن يتم ترحيلهم بين اليوم وغداً. هؤلاء أوقفوا وتعرضوا لسوء معاملة وخضعوا لجلسات استماع أمام القضاء الإسرائيلي، لرفضهم التوقيع على أوراق تقرّ بالتهم الموجهة لهم من قبل السلطات الإسرائيلية، حول محاولة دخول إسرائيل بطريقة غير شرعية، وكانت قد أفرجت السلطات الإسرائيلية عن ريما حسن وخمسة ناشطين آخرين، وهي في طريقها إلى فرنسا.
معلومات عن ريما حسن
أسست ريما حسن عام 2019 "مرصد مخيمات اللجوء"، واختارتها النسخة الفرنسية من مجلة "فوربس" عام 2023، لتكون على قائمة "40 امرأة مميزة".
لكن المجلة ألغت حفلا للمكرّمات، كانت تنوي إقامته نهاية باريس، وقالت ناطقة باسم النسخة الفرنسية إن "الظروف لم تعد مواتية لإقامة الأمسية كما هو مخطط لها".
ألغت مجلة “فوربس” في نسختها الفرنسية حفل تكريم “40 امرأة فرنسية لعطائهن وقصصهن الملهمة” لسنة 2023، التي كانت من ضمنها الناشطة والمخرجة الفلسطينية ريما حسن.
جاء ذلك عقب تهديدات وحملة إعلامية قادتها شخصيات يهودية فرنسية بحجة أن ريما حسن معادية للسامية وداعمة لحماس.
وأعلنت “فوربس” عن إلغاء حفل التكريم، وإعادة برمجته، بعد النظر في لائحة الترشيحات وتنقيحها.

وبرّرت المجلة هذا القرار بأنه نابع من تخوفات “أمنية”
وقال رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا يوناتان عرفي، إن ريما حسن "تتبع أجندة أصوليي حماس، وتبرر انتهاكات السابع من أكتوبر".
وكان المذيع ومقدم البرامج التلفزيوني الفرنسي الشهير أرتور، وجّه اتهامات لريما حسن بدعم "الإرهاب" و"معاداة السامية" على خلفية مواقفها.
وبدورها، ردّت حسن بدعوى قضائية على المذيع، اتهمته فيها بالتشهير.

كما هاجمها النائب، بنجامين حداد، عن كتلة "النهضة" التابعة للرئيس ماكرون، واتهمها بالدعوة إلى "تدمير إسرائيل".
واستدعت الشرطة القضائية ريما حسن في 23 أبريل للتحقيق معها بدعوى "تمجيد الإرهاب".
غادرت سوريا إلى فرنسا مع والدتها وخمسة من الأشقاء والشقيقات عند بلوغها العاشرة، ونالت الجنسية الفرنسية حين بلغت 18 عاماً.
في مقابلة مع مجلة "لو باريزيان" عام 2022، قالت إنها لم تكن تعرف كلمة واحدة باللغة الفرنسية عند وصولها إلى فرنسا.
درست الحقوق ونالت الماجستير في القانون الدولي من جامعة السوربون، وتناولت في رسالتها "الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وإسرائيل".
وأسّست "مرصد مخيمات اللجوء" (OCR)، ويهدف إلى التحقيق والدراسة ونشر الوعي حول أوضاع المقيمين في مخيمات اللجوء حول العالم.
إلى جانب فوز ريما حسن، حقق حزب "فرنسا الأبية" اليساري ثمانية مقاعد في البرلمان الأوروبي، وأتى في المركز الرابع بعد حصوله على نسبة 10 في المئة تقريباً من الأصوات.

وقالت ريما حسن في مقابلة مع قناة "الجزيرة" إن ترشحها للانتخابات الأوروبية يعرّضها "لضغوط سياسية وقانونية كبيرة"
. وقالت "لقد تعرضت للتهديد والإهانة والعنصرية المناهضة للفلسطينيين"، مشيرة إلى أنها "ستحمل القضية الفلسطينية إلى البرلمان الأوروبي".
ورأت حسن في تلك المقابلة أنها "تعتبر القضية الفلسطينية شأناً أوروبياً، بسبب مسؤولية تقسيم المنطقة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بين الاستعمارين الفرنسي والبريطاني وفق اتفاقية سايكس بيكو"، بحسب تعبيرها.
وفي خطاب إعلان ترشحها عن حزب "فرنسا الأبيّة"، وبحضور مؤسس الحزب، المرشح الرئاسي السابق جان لوك ميلانشون، استهلت ريما حسن إعلانها بأبيات من قصيدة محمود درويش "من أنا، دون منفى؟".