هبوط الدورة الدموية المفاجئ: الأسباب الأكثر شيوعًا وطرق الوقاية الفعالة

هل تصدق أن جسم الإنسان يحتوي على ما يقارب 60,000 ميل من الدورة الدموية؟ هذا الرقم الهائل يشكل ما يُعرف بـ"نظام الدورة الدموية"، المسؤول عن توصيل الدم إلى جميع أنحاء الجسم، إلا أن هذا النظام المعقد قد يتعرض أحيانًا لخلل مفاجئ يؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية (Hypotension)، مما يمنع الخلايا من الحصول على كفايتها من الأوكسجين والعناصر الغذائية الأساسية.
وفي السطور التالية، نتعرّف على أهم أسباب هبوط الدورة الدموية المفاجئ، وكيفية التعامل معه والوقاية منه.
ما هو هبوط الدورة الدموية؟
هبوط الدورة الدموية هو انخفاض مفاجئ في ضغط الدم يؤدي إلى ضعف وصول الدم إلى أعضاء الجسم الحيوية، ما قد يسبب دوخة، تشوش في الرؤية، الإغماء، بل وفي الحالات الشديدة، فقدان الوعي أو تهديد الحياة.
أبرز أسباب هبوط الدورة الدموية المفاجئ
رغم أن الهبوط المفاجئ في الدورة الدموية قد يحدث دون سبب واضح، إلا أن هناك عددًا من العوامل المرضية أو الدوائية التي قد تكون وراء هذا الخلل:
مشاكل القلب
تلعب أمراض القلب دورًا رئيسيًا في اضطرابات الدورة الدموية، ومن أبرزها:
- بطء نبضات القلب (Bradycardia)
- النوبات القلبية
- فشل عضلة القلب (Heart Failure)
اضطرابات الغدد الصماء
تؤثر بعض مشاكل الغدد على التوازن الهرموني، ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، مثل:
- قصور الغدة الكظرية (مرض أديسون)
- مشاكل الغدة الدرقية
- انخفاض مستويات السكر في الدم (Hypoglycemia)
فقدان كمية كبيرة من الدم
في حالات النزيف الداخلي أو الإصابات الشديدة، يفقد الجسم كمية كبيرة من الدم، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في ضغط الدم وهبوط خطير في الدورة الدموية.
العدوى وتسمم الدم (الصدمة الإنتانية)
عند دخول البكتيريا إلى مجرى الدم – مثل بكتيريا السالمونيلا – قد يصاب المريض بـ"الصدمة الإنتانية"، وهي حالة طبية طارئة تسبب انخفاضًا حادًا في ضغط الدم وقد تكون مهددة للحياة.
تناول بعض أنواع الأدوية
بعض الأدوية تُعتبر من العوامل المؤثرة على ضغط الدم والدورة الدموية، ومنها:
- حاصرات بيتا (Beta-blockers)
- أدوية النيتروجليسرين
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات
- أدوية مرض باركنسون
- أدوية ضعف الانتصاب مثل "الفياجرا"
داء السكري
يُعد مرضى السكري أكثر عرضة لمشاكل في الدورة الدموية، وذلك لأن ارتفاع مستويات السكر في الدم بمرور الوقت يسبب تلفًا في الأوعية الدموية الدقيقة. كما أن السكري مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين.
هبوط الضغط بعد الأكل
يُصاب بعض الأشخاص بانخفاض في ضغط الدم بعد تناول وجبة طعام، وهو ما يُعرف بـ"هبوط الضغط التالي لتناول الطعام"، خصوصًا لدى كبار السن أو مرضى السكري.
طرق الوقاية من هبوط الدورة الدموية
الوقاية من هذه الحالة تبدأ بفهم الأسباب واتخاذ بعض الإجراءات الوقائية، مثل:
- مراقبة ضغط الدم بانتظام، خصوصًا لدى مرضى القلب أو السكري.
- اتباع نظام غذائي متوازن يحافظ على مستوى السكر والكوليسترول.
- شرب كميات كافية من الماء لتجنّب الجفاف.
- تجنب الوقوف المفاجئ بعد الجلوس أو النوم، لتفادي انخفاض ضغط الدم الانتصابي.
- مراجعة الطبيب بخصوص الأدوية المستخدمة، خاصة لمن يتناول أدوية تؤثر على الدورة الدموية.
- ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام لتحسين تدفق الدم وتعزيز صحة القلب.
متى تكون الحالة طارئة؟
إذا صاحَب هبوط الدورة الدموية أحد الأعراض التالية، فيجب التوجه فورًا إلى أقرب مستشفى:
- فقدان الوعي
- صعوبة في التنفس
- ألم في الصدر
- برودة شديدة في الأطراف
- تشوش شديد أو عدم استجابة
هبوط الدورة الدموية المفاجئ ليس حالة يجب الاستهانة بها، لكنه في الوقت ذاته قابل للوقاية والعلاج إذا تم التعرف على أسبابه والتحكم بها. الحفاظ على نمط حياة صحي، ومراقبة الأمراض المزمنة، والحرص على المتابعة الطبية المنتظمة، كلها مفاتيح أساسية لحماية الجسم من هذه الحالة المفاجئة والخطيرة.