إثيوبيا .. أرض الهجرة الأولى وموطن التقاليد الرمضانية العريقة

إثيوبيا، أرض الهجرة الأولى وثاني بقعة شهدت الإسلام بعد مكة المكرمة، تحتضن أكثر من 100 مليون نسمة، يشكل المسلمون نحو 34% منهم، وفقًا لبيانات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
استعدادات رمضان في إثيوبيا.. الأسواق والمنازل في حركة دؤوبة
يبدأ الإثيوبيون تحضيرات رمضان قبل شهر أو شهرين، حيث تكتظ الأسواق، وأبرزها سوق "مركاتو" الشهير، بالمتسوقين الذين يشترون مستلزمات الشهر الفضيل.
وتشمل التحضيرات شراء الأطعمة التقليدية والمشروبات والأدوات الدينية مثل السبح والسجاد والجلباب العربي. كما تتزين المساجد استعدادًا لاستقبال المصلين، ويكثف العلماء والدعاة جهودهم لنشر الثقافة الإسلامية وتعليم القرآن الكريم، خاصة في المناطق الريفية.
موائد الإفطار
مع أذان المغرب، تمتد موائد الإفطار الجماعية داخل وخارج المساجد، حيث يجتمع المسلمون لتناول التمر والماء و"الحلبة" والمرق والشوربة والسمبوسة.
وفي المنازل، تزدحم الموائد بأصناف تقليدية مثل العصيدة، والكسرة، والإنجيرا، وأقراص الحمص، إلى جانب المشروبات المحلية كالشعير والعسل والحلبة. كما تحظى الأطباق العربية مثل الكبسة والمندي والسمبوسك بشعبية واسعة خلال رمضان في إثيوبيا.
صلاة التراويح في إثيوبيا.. أجواء روحانية مميزة
بعد الإفطار، يتوافد الرجال والنساء إلى المساجد لأداء صلاة التراويح. وتستمر الصلاة حتى منتصف الليل في العشرين يومًا الأولى من رمضان، وتمتد حتى الفجر خلال العشر الأواخر، حيث يحرص المسلمون على أداء صلاة التهجد.
ويشهد "مسجد أنور" في أديس أبابا، أكبر مساجد إثيوبيا، توافد عشرات الآلاف من المصلين، ما يؤدي إلى إغلاق الطرق المحيطة به، وسط إجراءات أمنية لتأمين المصلين.
رمضان في إثيوبيا.. موسم الروحانية والتكافل الاجتماعي
لا يقتصر رمضان في إثيوبيا على الصيام فحسب، بل يُعد موسمًا للروحانية والتكافل. تتجلى مظاهر البذل والعطاء من خلال تقديم الصدقات وإعداد موائد الرحمن للفقراء والمحتاجين. ويعكس رمضان في إثيوبيا مزيجًا فريدًا من العادات الإسلامية الأصيلة والتقاليد المحلية، مما يجعل الشهر الفضيل مناسبة خاصة مليئة بروح التقوى والمحبة.
رمضان في إثيوبيا هو انعكاس للتنوع الثقافي والروحي، حيث تتلاقى العادات والتقاليد بروح الإسلام السمحة، ليظل الشهر الكريم رمزًا للوحدة والرحمة والكرم بين أفراد المجتمع الإثيوبي.