وزير الخارجية يجري مباحثات مع الجانب السعودي والأردنى لبحث تداعيات الأزمة

جرت صباح اليوم الجمعة اتصالات هاتفية بين الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وسمو الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية، والسيد أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، والسيد حسين الشيخ نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نائب رئيس دولة فلسطين، وذلك في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر اليوم.
تأتي الاتصالات في إطار متابعة التداعيات الوخيمة للتصعيد الإسرائيلي غير المقبول على إيران، وإدانة هذا الهجوم غير المبرر، خاصة في ظل انعكاساته الوخيمة على أمن واستقرار المنطقة، وما قد ينتج عنه من اتساع دائرة الصراع في الإقليم وانعكاسات ذلك الخطيرة علي الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى مقدرات شعوبها.
وقد شهدت الاتصالات تبادل الرؤى والتقييم للأوضاع الإقليمية في المنطقة على ضوء العدوان الإسرائيلي وتداعياته المتوقعة على أمن واستقرار المنطقة ودولها وعلى تطورات القضية الفلسطينية، والأهمية البالغة لتخفيف حدة التوتر وخفض التصعيد والبحث عن الحلول السياسية للأزمات.
وتم الاتفاق بين الوزراء على مواصلة التنسيق المشترك فيما بينهم لمتابعة تطورات الموقف.
الحرب على إيران
في ضربة وصفها مراقبون بأنها تجاوزت البنية التحتية لتطال "العقول المحركة" للمشروع النووي والعسكري الإيراني، نفّذت إسرائيل فجر الجمعة سلسلة من الغارات الجوية غير المسبوقة داخل العمق الإيراني، مستهدفة مواقع استراتيجية وشخصيات رفيعة المستوى في مؤسسات الأمن والعلم والطاقة النووية.
وبحسب ما أوردته وكالات أنباء إيرانية، بينها "إرنا" و"إيران إنترناشيونال"، فقد أودت الضربات بحياة عدد من أبرز القادة العسكريين والعلماء، بينهم:
- اللواء محمد باقري، رئيس الأركان الإيراني.
- اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري وأحد أقوى الشخصيات العسكرية في البلاد.
- الأدميرال علي شمخاني، رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي السابق والمستشار المقرب للمرشد الأعلى.
- اللواء غلام علي رشيد، من كبار قادة الحرس الثوري.
- الدكتور محمد مهدي طهرانجي، رئيس جامعة "آزاد" وعالم نووي بارز.
- الدكتور فريدون عباسي، النائب في البرلمان والرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية.
- الدكتور أحمد رضا ذو الفقاري، أستاذ الهندسة النووية وعضو الهيئة التدريسية.
كما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني قوله إن أكثر من عشرة علماء نوويين إيرانيين قتلوا خلال الغارات، مشيرًا إلى أنهم يُعدّون من "مراكز المعرفة" الحساسة في البرنامج النووي الإيراني.
مدن إيرانية تحت القصف
الهجوم طال مواقع متعددة في عمق إيران، حيث شملت قائمة المدن المستهدفة: كرج، أصفهان، تبريز، إيلام، قصر شيرين، كرمانشاه، خرم آباد، كاشان، كلبايكان، الأهواز، بروجرد، بالإضافة إلى العاصمة طهران التي شهدت سلسلة من الانفجارات في مناطق سكنية وتجارية رئيسية.
في تبريز، أكدت السلطات المحلية مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين جراء قصف استهدف معسكر كريمي في سعيد آباد، ومعسكر الزهراء في أمند، ومركز الرادار في سردرود، وذلك بحسب ما صرح به مجيد فرشي، مدير إدارة الأزمات في محافظة أذربيجان الشرقية.
وفي طهران، ترددت أصوات الانفجارات في عدة أحياء منها: سعادة آباد، أندرزغو، مدينة محلاتي، كامرانية، فرحزاد، نارمك، ميدان ونك، شهرآرا، إسلامشهر، ومرزداران. وانتشرت مقاطع فيديو توثق تصاعد الدخان من مواقع مختلفة، وسط حالة من الفوضى والذعر بين السكان.
استهداف لمواقع الطاقة ومراكز القيادة
أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بأن محيط مصفاة تبريز تعرّض للقصف، في حين أكدت الشركة الوطنية لتكرير النفط عدم تسجيل أي أضرار في منشآتها الحيوية، مشيرة إلى أن عمليات الإمداد بالوقود مستمرة بشكل مستقر.
ويُعد هذا الهجوم الأكبر من نوعه داخل الأراضي الإيرانية منذ سنوات، ويمثّل تحوّلًا استراتيجيًا في قواعد الاشتباك بين تل أبيب وطهران، إذ استهدف لأول مرة بشكل مباشر شبكة القيادة العليا والعناصر العلمية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
وتأتي هذه الضربة بعد تحذيرات إسرائيلية متكررة من أن إيران تقترب من "نقطة اللاعودة" في مساعيها النووية، وسط تعثّر واضح في المسار الدبلوماسي وحالة غليان في المنطقة.