تماسيح وثعابين وعناكب.. قصة شاب حول منزله لأخطر حديقة في بنها بالقليوبية

في مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، يعيش الشاب زياد سامح، البالغ من العمر 23 عامًا، تجربة فريدة من نوعها تمزج بين الشغف والمغامرة، حيث حوّل منزله إلى حديقة مصغرة تضم أخطر وأغرب أنواع الحيوانات التي لا تجرؤ الغالبية حتى على الاقتراب منها!
زياد، لا يهوى تربية القطط أو الكلاب التقليدية، بل يعشق تربية الزواحف، والثعابين، والتماسيح، والعناكب الضخمة، والثعالب، والصقور، وحتى طائر "النينجا الهندي" النادر. ويقول: "بدأت قصتي مع أول ثعبان عام 2013 حين طلبت من والدي شراء واحد من سوق الجمعة، وكان من نوع 'أبو السيور'، يتميز بخطين أبيضين يشبهان السيور على طوله... ومن وقتها، لم أبتعد عن هذا العالم الغريب."
يمتلك زياد مجموعة نادرة من الثعابين، منها: "الثعبان الدساس، الفرغة، القط المصري، الأزورد، الأرقم البيتي والصحراوي".
كما يحتضن في منزله تماسيح من نوع "تمساح غرب أفريقيا" الذي أنقذه من شخص فشل في تربيته، والتمساح النيلي، إلى جانب سحلية الورل النيلي التي تُعد من أذكى وأضخم أنواع السحالي في العالم، ويصل طولها إلى مترين.
وتتضمن هوايته تربية أنواع نادرة من العناكب العملاقة، مثل العنكبوت الشجري وعنكبوت الشعر الأجعد وعنكبوت Sun Tiger و"الشقراء البرازيلية" ثالث أكبر نوع عنكبوت في العالم، كما يربي طائر "النينجا الهندي"، وهو طائر خطر على البيئة المصرية لأنه يأكل بيض الطيور ويدمر أعشاشها، وقد أنقذه زياد من عش عُثر عليه داخل أحد المنازل، فتبناه بدلاً من تركه يلقى حتفه.
في عالم الطيور الجارحة، يهتم زياد بتربية الصقور مثل صقر الجراد المصري، والوكرى والشاهين الجبلي، ويحتفظ أيضًا بكلاب من نوع البيتبول، بل ويضم إلى مجموعته ثعلبًا من النوع الأحمر.
وعن فلسفته في تربية هذه الكائنات، يقول زياد: “تربيتها تُحسن من الشخصية، وتمنحك دافعية للتعلم، وتخلق صلة قوية بينك وبين هذه الكائنات التي لا تمثل أي خطر ما دمت تفهم طبيعتها جيدًا”.
ويكشف عن أحد أغرب المواقف التي واجهته، حين اكتشف وجود حية الطريشة – وهي أفعى صحراوية نادرة شديدة السمية – جاءت بالخطأ داخل شحنة رمال، فبدلاً من قتلها، قام بإطلاق سراحها في برية الفيوم احترامًا لدورها في البيئة.
ويعمل زياد حاليًا على تجهيز شيلتر خاص لاستقبال هذه الكائنات، في محاولة منه لنشر ثقافة العناية بالحيوانات النادرة، وتوسيع الوعي بها في المجتمع المصري، خاصة وأن كثيرًا منها يُستخدم في الأبحاث العلمية ويدرسه طلاب كليات الطب البيطري.
يختم زياد حديثه قائلاً: "أتمنى أن تنتشر هذه الثقافة في مصر. فهذه الكائنات ليست شرسة كما يظن البعض، بل مخلوقات فريدة تستحق الاحترام، وقد تصبح أقرب إليك من أي حيوان أليف آخر."