خبير علاقات دولية: مصر لعبت دورًا حاسمًا في صياغة المشهد السياسي في قطاع غزة (فيديو)

قال الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية والأمن القومي، إن مصر لعبت دورًا حاسمًا في صياغة المشهد السياسي في قطاع غزة، حيث وضعت الكرة في ملعب إسرائيل وحماس والولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بخطة إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن الخطة التي طرحتها مصر تواجه العديد من التحديات، أبرزها موافقة إسرائيل وحماس عليها، إضافة إلى تعنت إسرائيل في إدخال المساعدات الإنسانية، مما يزيد من احتمالية عدم التوافق بين الطرفين.
مستقبل حماس
وأوضح الدكتور عاشور، خلال مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، أن إحدى الركائز الأساسية للخطة المصرية تكمن في عدم وجود حركة حماس في السلطة مرة أخرى، باعتبار ذلك عنصرًا ضامنًا لتنفيذ خطة إعادة الإعمار، لافتًا إلى أن ما بين سطور الخطة المصرية يشير إلى إدراج وجود حماس كـ"حجة" تستخدمها إسرائيل للتنصل من تنفيذ أي اتفاقية متعلقة بالتهدئة أو إعادة الإعمار، وهو ما يعكس رؤية مصر الاستراتيجية في التعامل مع الأزمة.
حكومة اليمين المتطرف
وأضاف أن استمرار الحرب يصب في مصلحة حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي، التي تسعى لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، وفي مقدمتها إضعاف أي كيان فلسطيني مستقل، وفرض سيطرة إسرائيلية كاملة على الأراضي الفلسطينية المتبقية، موضحًا أن إسرائيل تعمل على ضم المزيد من الأراضي تحت سيادتها، وترى أن استمرار الصراع يمنحها مبررًا دوليًا وإقليميًا لتنفيذ مخططاتها.
التحديات الخطة المصرية
وأشارإلى أن التحدي الأكبر أمام نجاح أي اتفاق يكمن في الموقف الإسرائيلي المتشدد، حيث تواصل إسرائيل التعنت في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مما يعكس نية الحكومة الإسرائيلية في عرقلة أي محاولات لتهدئة الأوضاع، مؤكدًا أن عدم التوافق بين إسرائيل وحماس يمثل عقبة رئيسية أمام تنفيذ الخطة، لا سيما أن كل طرف لديه أجندته الخاصة التي تتعارض مع بنود الاتفاق المطروح.
مبرر منطقي
وشدد على أن إسرائيل تحتاج إلى مبرر منطقي للانسحاب من أي اتفاق يتم التوصل إليه، وهو ما يجعلها تلجأ إلى استخدام وجود حماس كعقبة رئيسية أمام تنفيذ أي تسوية سياسية. وأوضح أن هذا التكتيك يخدم المصالح الإسرائيلية في المدى الطويل، حيث يسمح لها بالمماطلة وفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض.
مستقبل فلسطين
وأردف أن استكمال الحرب يخدم الأهداف السياسية للقيادة الإسرائيلية الحالية، التي تسعى إلى عرقلة أي جهود لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مبينًا أن إسرائيل تستخدم النزاع المستمر كوسيلة لإضعاف الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية، ما يجعل أي حلول دائمة رهينة للموقف الإسرائيلي ومصالحه السياسية والأمنية.

الموقف المصري
وأكد أن الموقف المصري يظل محوريًا في إدارة الأزمة، حيث تواصل القاهرة مساعيها لإيجاد حل سياسي يضمن استقرار المنطقة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات التي تفرضها مواقف الأطراف المختلفة، مستردًا أن نجاح الخطة المصرية يتوقف على مدى قدرتها على إقناع الأطراف الفاعلة بالالتزام بها، في ظل الضغوط الإقليمية والدولية المتزايدة لإنهاء الصراع.