عاجل

خبراء: التصنيع المحلي والتشريعات الذكية مفتاح ثورة الطاقة النظيفة

الشمس تضيء طريق مصر
الشمس تضيء طريق مصر للكهرباء الرخيصة

على الرغم من أن مصر أحد أكثر دول العالم تمتعًا بالإشعاع الشمسي، فإن الطاقة الشمسية ما زالت تمثل كنزًا غير مستغل بالكامل في قطاع الكهرباء. خبراء طاقة كبار يطالبون بتحرك عاجل لتبني حلول شمسية فعالة تبدأ من فوق أسطح البيوت ولا تنتهي عند محطات الإنتاج الكبرى، وسط دعوات لدعم التصنيع المحلي، وتفعيل تشريعات ذكية، وتحفيز القطاع الخاص والمواطنين معًا على دخول سباق الكهرباء النظيفة.


فرص ذهبية على خط الاستواء الشمسي

قال الدكتور محمد السبكي، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة سابقًا، في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، إن هناك فرصًا ذهبية لمصر في إنتاج الكهرباء باستخدام تقنيات المركزات الشمسية، ومنها المرايا القطعية المكافئة التي تركز أشعة الشمس على أنابيب تسخن السوائل لتوليد الكهرباء، أو مرايا موجهة نحو أبراج تخزين حراري.

وأوضح السبكي أن محطة الكريمات جنوب الجيزة تمثل تجربة رائدة في هذا المجال، حيث تضم وحدة مركزات شمسية بقدرة 20 ميجاوات ضمن محطة إجمالية قدرتها 140 ميجاوات، مؤكدًا أن مثل هذه المشروعات قابلة للتكرار.

وأشار إلى أن تكلفة التكنولوجيا لا تزال مرتفعة نسبيًا، ولم نصل بعد لمرحلة الإنتاج التجاري المستقر محليًا، على الرغم من نجاحها في دول كبرى مثل إسبانيا والصين والولايات المتحدة.
وشدد على ضرورة التصنيع المحلي لمكونات هذه التقنيات، مشيدًا بتجارب بعض الباحثين في جامعة القاهرة، والدعم التقني الألماني في هذا المجال.

كما دعا إلى تعديل كود البناء ليتضمن شروطًا إنشائية تسمح بتركيب الخلايا الشمسية على الأسطح، موضحًا أن بعض القرى المصرية بدأت بالفعل في استخدام سخانات شمسية محلية الصنع تعتمد على الموارد البيئية المحيطة.

 

241 محطة فوق المنازل.. تجربة ناجحة تستحق التكرار

من جانبها، أكدت الدكتورة هند فروح، المدير السابق لمشروع نظم الخلايا الشمسية الصغيرة، أن التجربة المصرية بتركيب محطات شمسية على أسطح المنازل لم تفشل، بل أثبتت جدواها في مختلف أنحاء الجمهورية.

وأوضحت أن المشروع، الذي نُفذ بالتعاون مع مركز تحديث الصناعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أسفر عن تنفيذ أكثر من 241 محطة شمسية في 19 محافظة، بإجمالي قدرات تجاوزت 18 ميجاوات.

وقالت فروح إن التوفير في فواتير الكهرباء وصل إلى ما بين 30% و80% في بعض المشروعات، مشيرة إلى أن ربط المحطات بشبكة الكهرباء باستخدام نظام "صافي القياس" سهل من حساب الاستهلاك بدقة.

وشددت على أن أهم التحديات تتمثل في ارتفاع تكلفة المكونات المستوردة، داعية لتوطين الصناعة وتوفير آليات تمويل ميسرة لتمكين المواطنين من تركيب المحطات بسهولة.


 

 تكنولوجيا ألمانية قد تغيّر قواعد اللعبة

أما الدكتور الجوهري الشبيني، خبير الطاقة الدولي، فكشف عن ابتكار علمي ألماني نمساوي مشترك قد يُحدث ثورة حقيقية في إنتاج الكهرباء الشمسية. وأوضح أن التقنية الجديدة تعتمد على ألواح صغيرة بحجم كف اليد قادرة على امتصاص ضوء الشمس بألف ضعف كفاءة الألواح التقليدية، بفضل بلورات نانوية متطورة.

وأضاف الشبيني أن مترًا مربعًا واحدًا من هذه الألواح قادر على توليد 50 كيلوات في الساعة، مؤكدًا أن النمسا موّلت تركيب هذه الوحدات للمواطنين بقروض منخفضة الفائدة، مع تركيب عدادات عكسية تُحسب فيها الكهرباء المنتجة ويُعاد بيعها للشبكة.

واقترح الشبيني تعميم تجربة الألواح فوق المنازل في مصر، لتقليل فاتورة الكهرباء على المواطنين، وتوفير الكهرباء للاستخدامات الصناعية والتنموية، مؤكدًا أن هذا الاتجاه من شأنه تحويل المنازل من عبء على الدولة إلى مصدر إنتاج

تم نسخ الرابط