محمد السبكي: مصر تمتلك مقومات واعدة لتوليد الكهرباء من الشمس

على الرغم من تمتع مصر بإشعاع شمسي يعد الأعلى عالميًا، ما زالت الفرص الكبيرة لاستخدام الطاقة الشمسية في إنتاج الكهرباء غير مستغلة بالشكل الأمثل، ويؤكد الدكتور محمد السبكي، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة سابقًا، أن الوقت قد حان للانطلاق نحو مشروعات جادة في هذا المجال، داعيًا إلى دعم التصنيع المحلي، وتطوير التشريعات، ونشر ثقافة الاعتماد على الطاقة الشمسية في المنازل والمشروعات.
وقال الدكتور محمد السبكي، لـ “ نيوز رووم ” إن هناك فرصًا واعدة لمصر في إنتاج الكهرباء باستخدام تقنيات المركزات الشمسية، مثل المرايا الشمسية القطعية المكافئة التي تركز أشعة الشمس على أنبوب يحتوي على سائل ينقل الحرارة لتسخين المياه وإنتاج الكهرباء، أو عبر مرايا تركز الطاقة على برج يحتوي على خزانات مياه.
وأوضح، أن مصر تتمتع بإشعاع شمسي متميز على مدار العام، وهو ما يؤهلها بقوة لاستخدام الطاقة الشمسية، سواء على المستوى الحراري أو من خلال الخلايا الكهروضوئية، مشيرًا إلى أن هذه التقنيات تمثل فرصة حقيقية لتوليد الكهرباء من خلال مشروعات صغيرة ومتوسطة وكبيرة الحجم.
وأشار السبكي، إلى أن محطة الكريمات جنوب الجيزة تُعد من التجارب الرائدة في هذا المجال، حيث تضم وحدة مركزات شمسية بقدرة 20 ميجاوات ضمن محطة إجمالية قدرتها 140 ميجاوات، مشيرا أن تكلفة تكنولوجيا المركزات الشمسية لا تزال مرتفعة، ولم تصل بعد إلى الشكل التجاري الكامل في مصر، رغم نجاحها في دول مثل إسبانيا، الصين، والولايات المتحدة. ودعا إلى الاهتمام بالتصنيع المحلي لمكونات هذه التقنيات، مستشهدًا بتجارب ناجحة لباحثين من جامعة القاهرة، بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات الألمانية في هذا المجال.
وأكد السبكي، على أهمية دعم التكنولوجيا محليًا، إلى جانب تطوير سلوكيات المستهلكين وسن تشريعات تُلزم باستخدام الخلايا الشمسية فوق أسطح المباني، مع ضمان جاهزية الهياكل الإنشائية لتحملها، ضمن كود البناء، مشددا على ضرورة نشر ثقافة استخدام الخلايا والسخانات الشمسية، خاصة في القرى والمناطق الصغيرة، إذ أظهرت بعض التجارب أن هذه الأنظمة يمكن أن تعتمد على البيئة المحيطة بشكل فعال، لافتًا إلى أن التشريعات الحالية تسمح باستخدام الخلايا الشمسية، لكنها تحتاج إلى دعم أكبر وانتشار أوسع.