نجاح عملية قيصرية لإنقاذ قطة في الغربية بعد تعثر ولادتها

شهدت محافظة الغربية واقعة إنسانية مميزة، حيث نجح فريق من الأطباء البيطريين بكلية الطب البيطري بجامعة طنطا في إنقاذ قطة تبلغ من العمر عامين، بعد خضوعها لعملية ولادة قيصرية عقب تعثر ولادتها بشكل استدعى التدخل الجراحي العاجل.
بدأت تفاصيل الواقعة عندما لاحظ صاحب القطة، وهي من النوع البلدي، علامات إجهاد شديدة عليها، ومحاولات فاشلة للولادة استمرت أكثر من 24 ساعة دون نتيجة. وعلى الفور، توجه بها إلى قسم التوليد بكلية الطب البيطري، حيث استقبلها الفريق البيطري وقام بتوقيع الكشف الإكلينيكي الكامل عليها.
أظهرت الفحوصات أن القطة تعاني من تعسر ولادة نتيجة تموضع غير طبيعي للأجنة داخل الرحم، مما تسبب في انسداد قناة الولادة. وبعد مناقشة الحالة وتقييم وضعها الصحي، قرر الفريق البيطري بقيادة د. أحمد السعيد، أستاذ جراحة الحيوان، التدخل السريع عن طريق إجراء عملية قيصرية لإنقاذ حياة القطة وأجنتها.
تم تجهيز غرفة العمليات وتوفير الرعاية البيطرية اللازمة للقطة، وبعد تخديرها بدأت العملية التي استغرقت نحو 45 دقيقة، وأسفرت عن استخراج ثلاثة أجنة، اثنان منهم أحياء ويتمتعان بصحة جيدة، بينما وُلد الثالث ميتًا نتيجة طول فترة التعسر داخل الرحم.
وأكد الفريق الطبي أن القطة تماثلت للشفاء سريعًا بعد العملية، وأنها خضعت للمتابعة الدقيقة في وحدة العناية البيطرية، حيث استجابت بشكل إيجابي للعلاج والدواء، كما بدأت في إرضاع صغيريها بعد ساعات قليلة من الإفاقة.
وأوضح الدكتور أحمد السعيد أن هذه الحالات، رغم ندرتها، تتكرر أحيانًا بسبب نقص الوعي لدى مربي الحيوانات الأليفة، مشيرًا إلى أهمية متابعة الحيوانات في فترة الحمل والتوجه للطبيب البيطري فور ملاحظة أي أعراض غير معتادة.
وأضاف أن كلية الطب البيطري بطنطا تسعى دائمًا لتقديم خدمات بيطرية متقدمة، وتعمل على رفع الوعي المجتمعي حول أهمية الرعاية الصحية للحيوانات، مؤكدًا أن الكلية تستقبل مثل هذه الحالات بشكل دوري وتقدم الخدمة بالمجان أو بأسعار رمزية.
الواقعة لاقت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الكثيرون بالجهود التي بذلها الفريق البيطري، وعبّروا عن امتنانهم لإنقاذ القطة ووليديها، مؤكدين أن الرحمة لا تقتصر على البشر فقط، بل تمتد لكل كائن حي.