عاجل

في تصريح لـ"نيوز رووم"..د.عمرو حسن: كثير من الأمراض المزمنة تبدأ داخل الرحم

في تصريح لـنيوز رووم..د.عمرو
في تصريح لـ"نيوز رووم"..د.عمرو حسن: كثير من الأمراض المزمنة

كشف أستاذ النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني، الدكتور عمرو حسن، في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، عن رؤية فلسفية وطبية لمرحلة الحمل، مؤكدًا أن "كثيرًا من الأمراض التي تصيب الإنسان أصلها يعود إلى الحياة الجنينية، حيث يتعرض الجنين لظروف بيئية قد تترك بصمتها على صحته مدى الحياة".

الحياة تبدأ قبل الولادة: كيف تؤثر بيئة الرحم على صحة الإنسان مدى الحياة؟

وأضاف د.  عمرو حسن أن هذه الرؤية تنطلق من نظرية علمية تُعرف باسم "برمجة الجنين – Fetal Programming"، والتي ترى أن الجنين يتكيف مع البيئة داخل الرحم ليستمر في الحياة، حتى لو كانت هذه البيئة مليئة بنقص الغذاء أو الأكسجين، ما قد يؤدي إلى أمراض مزمنة لاحقًا مثل السكري، الضغط، السمنة ومتلازمة الأيض.

أستاذ النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني، الدكتور عمرو حسن
أستاذ النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني، الدكتور عمرو حسن

الجنين ليس "قصير النظر".. إنه يبرمج نفسه للبقاء

وأوضح د. عمرو حسن أن الجنين يمتلك حبًا فطريًا للبقاء، مغروسًا داخل شفرته الوراثية، ويدفعه هذا الحب إلى التكيف مع الظروف السيئة أثناء الحمل، مثل المجاعة أو نقص التغذية، هذا التكيف يمنحه قدرة على البقاء في المدى القريب، لكنه قد يدفع الثمن لاحقًا في صورة أمراض مزمنة تظهر بعد البلوغ.

وتابع: "الجنين ليس قصير النظر، لكنه ينفذ أمرًا بيولوجيًا فطريًا لحماية جنسه، وأحيانًا تكون التكيفات التي تنقذه داخل الرحم هي نفسها ما يسبب له المرض خارجه."

"شتاء الجوع الهولندي".. التجربة التي غيرت المفهوم

أشار د.  عمرو حسن إلى واحدة من أهم التجارب الداعمة لنظرية برمجة الجنين، وهي "مجاعة هولندا" في شتاء 1944-1945، حين قرر العلماء في التسعينيات تتبع الأشخاص الذين كانوا أجنة خلال المجاعة. وكانت المفاجأة أن هؤلاء، بعد مرور أكثر من أربعين عامًا، لم يكونوا نحفاء أو ضعفاء كما توقع البعض، بل عانوا من أمراض العصر: السمنة، السكري، الضغط وأمراض القلب.

فرضية باركر: بداية جديدة لفهم الأمراض المزمنة

كما أشار إلى "فرضية باركر" التي ظهرت في الثمانينيات، والتي أكدت أن الأصل الجنيني للأمراض أصبح حقيقة علمية، فإذا تعرض الجنين لسوء تغذية، تعيد المشيمة توزيع الغذاء لصالح القلب والمخ، على حساب أعضاء مهمة مثل الكبد والبنكرياس، مما يبرر ظهور أمراض التمثيل الغذائي بعد الولادة.

الوقاية تبدأ من قبل الحمل

يؤكد د.  عمرو حسن أن الوقاية من هذه التأثيرات تبدأ قبل الحمل، من خلال خطوات بسيطة لكنها حيوية، منها:

  • التغذية الصحية المتوازنة، التي تحتوي على الحديد والبروتينات وتقل فيها الدهون والكربوهيدرات.
  • تناول المكملات الغذائية الضرورية تحت إشراف طبي.
  • السيطرة على الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر وأمراض الكلى قبل الحمل.
  • في بعض الحالات، يوصى بتناول الأسبرين بجرعات منخفضة قبل الأسبوع 16 من الحمل لتفادي تأخر نمو الجنين.
  • الحفاظ على وزن صحي قبل وأثناء الحمل بحسب مؤشر كتلة الجسم.
  • تجنب نقص السكر في الدم عن طريق تنظيم الوجبات وتوزيع السعرات.
  • الإقلاع عن التدخين وتقليل الكافيين وشرب كمية كافية من الماء.
  • ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي واليوغا بعد أول ثلاثة أشهر من الحمل.
  • تقليل التوتر والضغط النفسي في العمل والمنزل، وأخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم.
  • تجنب التعرض للملوثات البيئية مثل المبيدات الحشرية، عوادم السيارات، وتلوث الغذاء بالبلاستيك والمعادن الثقيلة.
تم نسخ الرابط