أبرز الأوقات في شهر رمضان الكريم التي يُستجاب فيها الدعاء

يعد الدعاء من أعظم العبادات التي يمكن أن يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، وهو وسيلة لطلب حاجات النفس والروح من الله، كما أنه يعبر عن التوحيد والاعتراف بعظمة الله وقدرته.
وفي شهر رمضان المبارك، حيث تتضاعف الأجور وتفتح أبواب السماء، يتضاعف فضل الدعاء ويزداد توقيع الاستجابة؛ هناك العديد من الأوقات التي يكون فيها الدعاء مستجابًا، لكن رمضان يتفرد بوجود لحظات خاصة، حيث تتجلى رحمة الله تعالى ورغبة العبد في التقرب إليه.
أبرز الأوقات في شهر رمضان الكريم التي يُستجاب فيها الدعاء
في هذا التقرير، سنتناول عبر«نيوز رووم»: أبرز الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء، مع التركيز على فضائل هذه الأوقات في رمضان.
وقت السحور قبل الفجر
يعتبر وقت السحر من أعظم الأوقات التي يكون فيها الدعاء مستجابًا، وهو الوقت الذي يسبق الفجر مباشرة، ويقال عنه “الثلث الأخير من الليل”؛ في هذا الوقت، تنزل رحمة الله سبحانه وتعالى، حيث يفتح الله أبواب السماء ويقول: "من يدعوني فأستجيب له؟"، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فاستجب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" (رواه البخاري).
في رمضان، يزداد هذا الوقت فضلًا، لأن الله عز وجل يضاعف فيه الأجر ويستجيب للدعاء؛ ومن أجل ذلك، يعد السحر فرصة عظيمة للمسلمين للقيام بالدعاء بخشوع وتضرع، مع اليقين بأن الله سبحانه وتعالى سيستجيب لهم.
أثناء الإفطار
الوقت الذي يعقب انتهاء الصيام هو وقت مميز يستجاب فيه الدعاء، خاصة في رمضان؛ حيث ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “للصائم دعوة لا ترد عند فطره”؛ هذا الحديث يشير إلى أن الدعاء في وقت الإفطار، سواء قبل الأذان أو بعده، مستجاب بإذن الله، خاصة عندما يكون الصائم قد صبر طوال النهار وانتظر حتى ساعة الإفطار.
إن صيام المسلم خلال شهر رمضان يعتبر من أعظم القربات، ومن ثم، فإن الدعاء بعده يُستجاب بفضل الله ورحمته؛ لذلك يُستحب للمسلم أن يدعو في هذا الوقت بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، سواء كان دعاءً لنفسه أو لغيره.
يوم الجمعة
يعتبر يوم الجمعة من أفضل الأيام في الإسلام، وفيه ساعة استجابة للدعاء، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله عز وجل شيئًا إلا أعطاه إياه" (رواه مسلم).
ويستحب أن يكثر المسلم من الدعاء في يوم الجمعة، خصوصًا في ساعة الاستجابة التي هي في وقت ما بين العصر والمغرب في رمضان، يُضاعف الأجر، ويُصبح يوم الجمعة فرصة عظيمة لزيادة الأعمال الصالحة والدعاء المستجاب؛ على المسلم أن يتوجه إلى الله في هذا اليوم بالدعاء بصدق وإخلاص، مع اليقين التام بأن الله سبحانه وتعالى قادر على الاستجابة.
الدعاء في ليلة القدر
ليلة القدر هي أعظم ليلة في السنة، وهي ليلة خير من ألف شهر، قال تعالى: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر: 3)؛ تُعتبر هذه الليلة من أعظم الأوقات التي يكون فيها الدعاء مستجابًا في شهر رمضان.
من المعروف أن ليلة القدر تقع في الأيام الفردية من العشر الأواخر من رمضان، ويُستحب للمسلمين أن يكثروا من العبادة والدعاء في هذه الليلة المباركة؛ والرسول صلى الله عليه وسلم كان يُكثر من الدعاء في هذه الليالي، ويقول: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" (رواه الترمذي).
لذلك، تعد ليلة القدر فرصة ذهبية للمسلم أن يرفع يديه إلى الله بالدعاء، متمنيًا المغفرة والرحمة والبركة.
عند أداء مناسك الحج والعمرة
على الرغم من أن هذه الأوقات ليست مقتصرة على شهر رمضان فقط، إلا أنها تزداد أهمية في هذا الشهر المبارك؛ يعتبر الحج والعمرة من أعظم القربات إلى الله، والدعاء في هذه الأماكن المباركة مستجاب بإذن الله؛ خاصة في يوم عرفة، وهو اليوم الذي يسبق عيد الأضحى، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة" (رواه الترمذي).
وفي رمضان، تتضاعف العبادة في هذه الأماكن المقدسة، ما يجعل الدعاء فيها أكثر قبولًا؛ فيمكن للمسلم أن يدعو في هذه الأوقات لما يشاء من الخير لنفسه ولعائلته ولأمته.
الدعاء بعد أداء الصلاة
من الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء أيضًا بعد أداء الصلاة، خصوصًا صلاة الفجر وصلاة المغرب. حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكثر من الدعاء بعد الصلاة؛ وخصوصًا في شهر رمضان، حيث تكون الصلوات أشد تركيزًا وتوجهًا إلى الله.
في رمضان، تزداد أوقات الاستجابة، وأفضل ما يمكن للمسلم أن يفعله هو أن يرفع يديه بالدعاء بعد أداء الصلاة، خصوصًا صلاة الفجر، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعلنا من أهل الصلاة" (رواه مسلم)؛ في هذا الوقت يجب على المسلم أن يدعو الله بما يشاء من أمر الدنيا والآخرة، مع الثقة بأن الله سيستجيب له.
الدعاء في حال نزول البلاء أو الهم
إن الدعاء في حال نزول البلاء أو الهم والضيق يعد من الأوقات التي يكون فيها الدعاء مستجابًا، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "دعوة المظلوم لا ترد" (رواه البخاري)؛ في شهر رمضان، تكون فرصة دعاء المسلم أكبر، لأن الله يفتح أبواب رحمته.
لذلك، يجب على المسلم أن لا ييأس في الأوقات الصعبة، بل يرفع يديه إلى الله بالدعاء ويطلب منه الفرج والراحة.