عاجل

طواف الوداع.. لحظة الختام المؤثرة لموسم الحج في المسجد الحرام

طواف الوداع
طواف الوداع

مع اقتراب نهاية موسم الحج المبارك، يعيش المسجد الحرام في مكة المكرمة مشهداً روحانياً مهيباً يعكس عمق العلاقة بين الحجاج والكعبة المشرفة. في هذه اللحظات التي تتكرر كل عام، يؤدي حجاج بيت الله طواف الوداع، وهو آخر المناسك التي يحرص عليها كل حاج قبل مغادرة أرض مكة، حيث تتداخل مشاعر الفرح بنيل الفريضة والدموع الوجدانية التي تعبر عن فراق الروح للمكان المقدس.

 

يُعد طواف الوداع سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، حيث يؤدي الحاج سبعة أشواط حول الكعبة، مودعاً البيت العتيق، في لحظة تعكس مكانة عظيمة للكعبة في قلوب المسلمين، وتُوّجه رحلة روحية بدأت بالإحرام واستمرت بالتقرب إلى الله تعالى. هذا الطواف ليس مجرد مناسك جسدية، بل هو وداع روحي يتخلله شعور بالامتنان والشوق، ويختتم به الحاج مشواره الإيماني العظيم.

 

في ساحات المسجد الحرام، تُختلط مشاعر الحجاج بين الحنين والفرح والفخر. فالحج، الذي طالما كان حلماً يراودهم، قد تحقق، وأصبحوا على أعتاب مغادرة مكة وقد تطهرت نفوسهم وغفرت ذنوبهم، كما وعد الله الصادقين في أداء نسكهم. تتجلى المشاعر العائلية والمؤثرة في لحظات العناق والدعاء المتبادل بين الحجاج، متمنين لبعضهم البعض ولغيرهم حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً في الأعوام القادمة.

 

وفي قلب هذا المشهد الروحي، يقف الحاج للحظة تأمل أخيرة ينظر فيها إلى الكعبة المشرفة، محاولاً أن يخلّد تلك اللحظة في ذاكرته إلى الأبد، قبل أن يغادر أرض الحجاز.

 

تُبذل جهود كبيرة من الجهات المختصة لتنظيم حركة الطواف بانسيابية وهدوء رغم الزحام الكبير، مع توفير خدمات أمنية وصحية عالية المستوى لضمان سلامة الحجاج وراحتهم حتى آخر لحظة من وجودهم في المسجد الحرام. وتُقدم الإرشادات بعدة لغات لتسهيل أداء المناسك على الحجاج من مختلف الجنسيات، في مشهد يعكس اهتمام المملكة العربية السعودية الكبير بضيوف الرحمن.

 

إن طواف الوداع يمثل خاتمة تليق برحلة إيمانية شاقة لكنها ملؤها اليقين والسكينة، حيث يغادر الحجاج مكة المكرمة محملين بأجمل الذكريات، وأصدق المشاعر، متطلعين إلى العودة مرة أخرى لأداء فريضة الحج، واستعادة هذه اللحظات الروحية العظيمة في المستقبل.
 

تم نسخ الرابط