فيه نوع وجع غريب…
مش الوجع اللي بيخبطك مرة ويمشي ولا اللي بتتعافي منه وتقوم…
ده وجع من نوع تاني وجع الحنين.
الحنين لحاجه وجعتك لشخص كان سبب دموعك لمكان خرجتي منه وانتي مكسورة لأيام كنتي فيها ضايعة بس جواك إحساس إنك كنتي عايشة أكتر من دلوقتي.
الحنين المؤذي…
إنك تشتاقي لحضن جرحك ،
تتمني كلمة من حد سابك،
تتقلبي في صور قديمة وتعيشي اللحظة اللي بعدها بساعة بكا وانهيار .
عارفة إنه وجعني.
وعارفة إني لو رجعتله هتوجع تاني.
بس لسه بشتاق…
لسه قلبي بيقول “يمكن المرة دي ما يوجعنيش”،
مع إني عارفة إنه هيعملها تاني.
وحشتني الضحكة اللي كانت بينا،
وحشني الأمان اللي حسّيته مرة وبس،
وحشتني تفاصيل صغيرة… رغم إني دفعت تمنها غالي أوي.
الحنين المؤذي بيعمل فينا حاجات ما بنفهمهاش،
يرجعنا خطوات لورا
يسيبنا في الليل نقلب ونفكر ونكتب رسايل مش هنبعتها.
ويبقى السؤال:
ليه بنشتاق لحاجة كنا بنهرب منها؟
ليه بنفتكر الحلو… وننسى قد إيه كنا موجوعين؟
يمكن عشان القلب مش دايمًا بيعرف يفرّق بين “اللي يفرّق بين “اللي حب” و”اللي كسر”.
يمكن علشان اللي تعبنا… كان في وقت معين كل دنيتنا.
أو يمكن… لأن الوجع ساعات بيكون أرحم من الفاضي.
بس الحقيقة؟
اللي كسرنا… ماينفعش نرجع له.
واللي وجعنا… مش هو اللي هيطبطب علينا.
واللي بنشتاق له… مش دايمًا يستحق نرجع له.
يمكن بتفتكري اللحظات الحلوة،
بس نسيتي قد إيه تعبتي علشان تحافظي عليها.
نسيتي كام مرة سكتّي… علشان تمشي الدنيا.
كام مرة قلتي مش مهم… وانتي جواك صوت بيصرخ: كفاية!
الحنين مش دايمًا حب…
أوقات بيكون نقطة ضعف،
وأوقات بيكون اختبار…
وإنتِ مش لازم تسقطي فيه كل مرة
اللي كسرك… مش هو اللي هيلمك .
واللي مشافش وجعك… مش هيفهم احتياجك.
فكري نفسك لما طلعتي من العلاقة دي؟
فكري نفسك وانتي بتتلمي، بتقومي، بتتعلمي تمشي من غير ما ترجعي تبصي ورا؟
هو ده الانتصار الحقيقي.
حتي لو قلبك وجعه الحنين…
عقلك، وكرامتك، ونضجك، لازم يوجعوا أكتر لو رجعتي.
اختاري نفسك،
ولما تشتاقي… افتكري الوجع،
مش علشان تتعذبي بس علشان تفتكري ليه مشيتي… وليه ماينفعش ترجعي.
خلي الوجع دايما علامة طريق… مش بوابة رجوع.