مع دخول الاحتجاجات يومها السادس.. ترامب يلوح بنشر الحرس الوطني إلى مدن جديدة

مع دخول الاحتجاجات في مدينة لوس أنجلوس يومها السادس، فرضت السلطات المحلية حظر تجول ليلي جزئي لليوم الثاني على التوالي، يبدأ من الساعة الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحًا.
وتُركّز إجراءات الحظر في منطقة تمتد على مساحة 2.5 كيلومتر مربع، وهي النقطة الساخنة التي تشهد احتجاجات متواصلة منذ يوم الجمعة، بحسب مراسلين ميدانيين.
وأعلنت رئيسة بلدية لوس أنجلوس، كارين باس، أن الحظر سيبقى ساريًا طالما استمرت الظروف الأمنية المتوترة، مشيرة إلى أن وجود القوات العسكرية في الشوارع يعكس حجم التوتر. وقالت: "إذا استمرت المداهمات، وإذا وُجد الجنود يسيرون في شوارعنا، أتصور أن حظر التجول سيبقى مستمراً".
225 معتقلًا خلال يوم واحد من الاحتجاجات
وفي أحدث حصيلة أمنية، أعلنت شرطة لوس أنجلوس أنها اعتقلت 225 شخصًا مساء الثلاثاء، بينهم 203 لرفضهم التفرق رغم التحذيرات، و17 آخرين بتهمة خرق حظر التجول. وتؤكد هذه الأرقام تصاعد وتيرة المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، وسط مطالبات بوقف حملات الترحيل الجماعي للمهاجرين التي فجّرت موجة الغضب.
البيت الأبيض يهدد: الاحتجاجات قد تواجه الحرس الوطني
في تطور لافت، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب مستعد لتوسيع نطاق تدخل الحرس الوطني ليشمل مدنًا أخرى، إذا ما امتدت الاحتجاجات خارج لوس أنجلوس.
وقال وزير الدفاع، بيت هيجسث، أمام الكونجرس إن البنتاجون على أتم استعداد لنشر المزيد من القوات "إذا اندلعت أعمال شغب في مناطق يُهدَّد فيها أمن ضباط إنفاذ القانون".
ويبدو أن الإدارة الأمريكية تدرس بالفعل سيناريو أوسع لتدخل أمني وعسكري داخلي، وهو ما قد يمثل أكبر استخدام للقوة العسكرية داخل الأراضي الأميركية في التاريخ الحديث.
رسائل تحذيرية من البيت الأبيض للمتظاهرين
وأطلقت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، رسالة مباشرة للمتظاهرين في المدن الأخرى، حذرتهم فيها من أن "المزيد من الفوضى سيزيد من عزم الرئيس ترامب على مواصلة حملات الترحيل".
وقالت ليفيت: "ليكن هذا رسالة لا لبس فيها إلى المتطرفين اليساريين الذين يسعون لتقليد العنف في مناطق أخرى: لن تنجحوا".
وتتزامن هذه التصريحات مع تصاعد الخطاب الناري للرئيس الأمريكي، الذي هدد في أكثر من مناسبة باستخدام القوة، ليس فقط ضد نشطاء الهجرة، بل أيضًا ضد أي محتجين قد يسعون إلى تعطيل العرض العسكري المقرر في العاصمة واشنطن، السبت المقبل، بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي.
تعيش الولايات المتحدة لحظة سياسية وأمنية حرجة، مع امتداد شرارة الاحتجاجات من لوس أنجلوس واحتمال تصاعدها في مدن أخرى. وبينما يراهن ترامب على الحسم الأمني، يرى مراقبون أن التصعيد قد يفاقم الانقسام الداخلي، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.