نائب ليبي يتهم حكومة الوحدة الوطنية بدعم أجندات مشبوهة عبر "قافلة الصمود"

اتهم النائب الليبي صالح هاشم، عضو مجلس النواب عن مدينة طبرق، جهات داخل حكومة الوحدة الوطنية بالتورط في دعم أجندات إقليمية مشبوهة تهدف إلى إرباك المشهد السياسي والأمني في ليبيا والمنطقة، وذلك على خلفية السماح لـ قافلة الصمود بالعبور إلى الأراضي الليبية دون تنسيق مسبق، عبر معبر رأس جدير الحدودي مع تونس.
عبور القافلة دون تنسيق
خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أعرب صالح هاشم عن استغرابه من سماح السلطات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية بعبور القافلة إلى ليبيا دون تنسيق رسمي مع الجهات الليبية المعترف بها من البرلمان، مؤكدًا أن هذا الإجراء يمثل مخالفة صريحة للاتفاقيات الثنائية بين ليبيا ومصر، وعلى رأسها القانون رقم 17 لسنة 1962 الذي ينظّم دخول وخروج الأجانب إلى الأراضي الليبية.
وأشار صالح هاشم إلى أن هذه الخطوة "المنفردة" من قبل حكومة الوحدة الوطنية تعكس تجاوزًا للسلطة، وتضع أمن ليبيا في مهب الريح، خاصة في ظل عدم وجود رقابة واضحة على القادمين ضمن القافلة، وغياب التنسيق مع الأجهزة الأمنية في الشرق الليبي أو الجانب المصري.
القافلة مدفوعة سياسيًا لا إنسانيًا
اتهم صالح هاشم جهات إقليمية، وفي مقدمتها حكومة الوحدة الوطنية والجزائر، بدفع وتمويل قافلة الصمود تحت غطاء إنساني، بينما الهدف الحقيقي سياسي بامتياز، يتمثل بحسب تعبيره في محاولة إظهار مصر والشرق الليبي بمظهر المعادي للقضية الفلسطينية، وهي رسالة وصفها بـ"الخطيرة والمغلوطة".
وأكد صالح هاشم أن ما يُروّج عن طبيعة إنسانية لـ قافلة الصمود من قبل حكومة الوحدة الوطنية مجرد غطاء إعلامي، مشددًا على أن القافلة تضم نشطاء سياسيين لا يحملون أي مساعدات إغاثية فعلية، ما يثير تساؤلات حول الغاية من دخولهم إلى الأراضي الليبية دون غطاء قانوني أو إنساني مشروع.
بيان حكومة الوحدة مشوهة
انتقد صالح هاشم بشدة بيان رئيس حكومة الوحدة الوطنية، الذي عبّر فيه عن "سعادته" بمرور قافلة الصمود عبر الأراضي الليبية، معتبرًا أن هذا البيان يعكس انحيازًا خارجيًا واضحًا لا يراعي المصالح الوطنية الليبية، ولا يخدم القضية الفلسطينية الحقيقية.
وقال صالح هاشم: "من المؤسف أن يتم استخدام معاناة غزة في معركة سياسية إقليمية" من ناحية حكومة الوحدة الوطنية تحت مزاعم قافلة الصمود، مشيرًا إلى أن تسييس القضايا الإنسانية يُضعف من فرص التضامن الحقيقي مع الشعب الفلسطيني، ويضعف الموقف الليبي أمام المجتمع الدولي.
مصر وليبيا تدعمان غزة
في سياق حديثه، شدد صالح هاشم على أن كلًا من مصر وليبيا قدّمتا الكثير من الدعم العملي والفعلي لغزة، بعيدًا عن المزايدات الإعلامية، مشيرًا إلى أنه "قبيل شهر رمضان فقط، تم إرسال أكثر من 40 شاحنة محمّلة بالمساعدات من ليبيا إلى غزة عبر معبر رفح المصري، وما تزال هناك شاحنات إضافية تنتظر السماح لها بالمرور".
وأكد صالح هاشم أن هذا الدعم يعكس التزامًا حقيقيًا تجاه الشعب الفلسطيني، بعيدًا عن استخدام القضية في تصفية الحسابات الإقليمية أو تحقيق مكاسب سياسية ضيقة.

دعوة لوقف استغلال العواطف
وفي ختام تصريحاته، دعا صالح هاشم إلى وقف محاولات تسييس العمل الإنساني من قبل حكومة الوحدة الوطنية باستغلال قافلة الصمود، مؤكدًا أن استغلال العواطف الشعبية في تمرير أجندات مشبوهة يمثل خطرًا على استقرار المنطقة.
وطالب صالح هاشم جميع الأطراف باحترام السيادة الليبية، والعمل ضمن الأطر القانونية والدبلوماسية، بعيدًا عن محاولات فرض الأمر الواقع أو خلق وقائع غير محسوبة على الأرض.