عاجل

تأهب مصري للمشاركة في إعادة إعمار سوريا بعد استقرار الأوضاع

إعادة الإعمار
إعادة الإعمار

وسط تحولات سياسية واقتصادية تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يبرز الملف السوري كفرصة استراتيجية تنتظرها مصر بشغف للمشاركة في جهود إعادة الإعمار، خاصة في ظل مؤشرات استقرار متزايدة في الداخل السوري.

وتتابع الأوساط الاقتصادية ومجتمع الأعمال المصري هذه التطورات عن كثب، مدعومين بخطط واستعدادات قوية تعكس جاهزية مصر لممارسة دور محوري في إعادة بناء سوريا. هذه الجاهزية تظهر من خلال خبرات واسعة في مشروعات البنية التحتية، وقوى عاملة مدربة، وصناعات مواد بناء منافسة.

ويؤكد خبراء الاقتصاد أهمية هذه المشاركة في تعزيز الحضور المصري إقليميًا، وزيادة تحويلات المصريين بالخارج، وفتح أسواق جديدة أمام الاستثمارات الوطنية.

استعدادات مصري لإعادة الإعمار

وفي هذا الصدد، قال الدكتور صبحي نصر، نائب رئيس اتحاد المستثمرين، إن مصر منفتحة على العالم وتترقب الفرصة للمشاركة في جهود إعادة الإعمار في سوريا فور استقرار الأوضاع وفتح السوق أمام الاستثمارات الخارجية.

وأوضح "نصر" في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، "أن لدينا خبرات قوية في مجال إعادة الإعمار، وجاهزون للدخول إلى السوق السوري فور فتحه، مثلما نستعد لفرص مماثلة في غزة والعراق وليبيا. حيث نمتلك كوادر بشرية مدربة وشراكات فعالة".

وأشار "نصر" إلى الجهود الكبيرة التي يقودها وزير العمل المصري، محمد جبران، مشيدًا بما وصفه بالتحركات الدبلوماسية عالية المستوى، التي تهدف إلى تمهيد الطريق أمام العمالة المصرية للمشاركة في مشروعات الإعمار بالخارج.

وأضاف أن هناك اتفاقيات قائمة بين اتحاد المستثمرين ووزارة القوى العاملة، لدعم هذه التوجهات وتوسيع نطاق تواجد العمالة المصرية في الأسواق الإقليمية، بما يساهم في تعزيز تحويلات المصريين من الخارج.

تصدير العمالة للخارج

اختتم الدكتور نصر تصريحاته بالإشارة إلى أن مصر تستهدف الوصول بنسبة العمالة المصرية المدربة إلى 5% من إجمالي العمالة المؤهلة عالميًا، بهدف تعظيم العائدات من تحويلات المصريين بالخارج، ودعم الاقتصاد القومي في ظل الأزمات العالمية.

الدور المصري

ومن جانبه، أكد الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد الدولي، على أهمية الدور المصري المحتمل في إعادة إعمار سوريا والدبلوماسية الاقتصادية.

وأوضح الإدريسي، في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، أن مصر تمتلك إمكانيات كبيرة يمكن توظيفها بفاعلية في جهود إعادة الإعمار في سوريا والمنطقة عمومًا.

عوامل مؤهلة للدور المحوري

وسرد الإدريسي عدة عوامل تجعل مصر مؤهلة لدور محوري في هذه العملية، تشمل:

خبرة مشروعات البناء

تتمتع الشركات المصرية بخبرة واسعة في مشاريع البناء الضخمة وتطوير البنية التحتية، مثل الطرق، الجسور، الإسكان، ومحطات الطاقة. هذه الخبرة اكتسبتها الشركات من خلال تنفيذ العديد من المشاريع داخل مصر وفي دول عربية وأفريقية أخرى.

القوى العاملة الماهرة

تمتلك مصر عددًا كبيرًا من العمالة الماهرة وشبه الماهرة في مختلف مجالات البناء والهندسة، مما يمكن أن يساهم بشكل كبير في توفير القوى العاملة المطلوبة لإعادة الإعمار السورية.

صناعة مواد البناء

تتميز مصر بامتلاكها صناعة متطورة لمواد البناء، بما في ذلك الأسمنت، الصلب، السيراميك، والمدخلات الأساسية الأخرى. يمكن توريد هذه المواد لمشاريع إعادة الإعمار بأسعار تنافسية.

القطاع المالي والمصرفي

يمكن للبنوك والمؤسسات المالية المصرية أن تلعب دورًا محتملًا في تمويل المشاريع أو تسهيل المعاملات المالية للشركات المصرية التي ستشارك في سوريا.

الموقع الاستراتيجي

يسهل القرب الجغرافي لمصر من سوريا الخدمات اللوجستية ونقل البضائع والأفراد، مما يعزز من فاعلية المشاركة المصرية في إعادة الإعمار.

تم نسخ الرابط