عاجل

ما علاقة سرعة المشي بعمر دماغك؟ دراسة تكشف مؤشرات شيخوخة صامتة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

قد تبدو سرعة المشي نشاطًا يوميًا بسيطًا، لكن أبحاثًا علمية جديدة تكشف أنها مرآة دقيقة لحالة دماغك وجسمك، وتنبؤ صامت بمعدّل الشيخوخة حتى في سنّ مبكرة كـ45 عامًا.

السرعة التي تمشي بها قد تخبرك عن صحة دماغك

أظهرت دراسات متعددة أن الأشخاص الذين يمشون ببطء لديهم أدمغة أصغر، وقشرة دماغية أرق، ومؤشرات حيوية تعكس ضعفًا في الأجهزة المناعية والقلبية. وبحسب باحثين من جامعة ديوك، فإن “بطء المشي” لا يقتصر على كبار السن فقط، بل يمكن رصده كمؤشر مبكر لتدهور معرفي وجسدي حتى في منتصف العمر.

اختبار بسيط… بنتائج عميقة

لإجراء اختبار سرعة المشي في المنزل أو في الخارج، لا تحتاج سوى شريط قياس وساعة توقيت. امشِ بسرعة طبيعية لمسافة 10 أمتار، ثم اقسم المسافة على الزمن المستغرق. تشير النتائج إلى أن الأشخاص الذين يسيرون بسرعة أقل من 1 متر في الثانية يكونون أكثر عرضة لمشكلات صحية مزمنة.

كما يمكن استخدام تطبيقات مثل Strava أو Google Fit لقياس متوسط سرعة المشي يوميًا دون الحاجة لأجهزة متخصصة.

سرعة المشي… مؤشر على طول العمر

في دراسة أجريت بجامعة بيتسبرغ، وُجد أن كبار السن الذين يمشون بسرعة أكبر كانت لديهم احتمالات أعلى للبقاء على قيد الحياة. فعلى سبيل المثال، الرجال بعمر 75 عامًا ممن كانت سرعتهم عالية، كانت لديهم فرصة 87% للعيش 10 سنوات إضافية، مقارنة بـ19% فقط لمن كانوا يمشون ببطء.

الدماغ الرئة القلب… كل شيء يتأثر

تقول لاين راسموسن، الباحثة في علم النفس العصبي بجامعة ديوك: “المشي يبدو بسيطًا، لكن في الحقيقة، هو نتاج تنسيق معقّد بين الدماغ، العضلات، القلب، والرئتين”. وتضيف: “حين تبطؤ هذه الأنظمة مع التقدّم في العمر أو بسبب نمط حياة غير صحي، ينعكس ذلك مباشرة على سرعة المشي”.

دراسة دنيدن: ما تفعله في طفولتك ينعكس على مشيك في الأربعين

في واحدة من أهم الدراسات الطولية، تابع باحثون من نيوزيلندا أكثر من 1000 شخص منذ ولادتهم في السبعينات. في سن 45، وجدوا أن الذين يمشون ببطء أظهروا علامات “شيخوخة متسارعة” في الأعضاء، الأسنان، الرئتين، وحتى شكل الوجه. والأكثر إدهاشًا، أن أداءهم في اختبارات الذكاء واللغة وهم أطفال تنبّأ لاحقًا بسرعة مشيهم في منتصف العمر.

هل يمكن تحسين سرعة المشي؟

نعم، تشير الأبحاث إلى أن التمارين المنتظمة، وخاصة تمارين القوة والتوازن، يمكن أن تحسّن سرعة المشي وتقليل خطر التدهور المعرفي. أيضًا، علاج الأمراض المزمنة والمواظبة على النشاط البدني يمكن أن يكون لهما أثر مباشر على وظائف الدماغ مع التقدم في العمر.

سرعة مشيك اليومية قد تكون المفتاح لفهم صحتك الجسدية والعقلية. ليس الأمر مجرد عادة، بل هو اختبار بسيط يخبرك ما إذا كان دماغك يشيخ أسرع من المفترض. وكلما بدأت الانتباه مبكرًا، زادت فرصك في تحسين جودة حياتك

تم نسخ الرابط