عاجل

وزير التعليم السابق : الأسرة تحولت إلى جزء من منظومة الغش فى الامتحانات

الدكتور رضا حجازى
الدكتور رضا حجازى

أكد الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم السابق، أن ظاهرة الغش في الامتحانات لم تعد مجرد سلوك فردي، بل تحوّلت إلى معركة يومية بين الطلاب والوزارة، نتيجة تطور أدوات الغش وتغير النظرة المجتمعية للنجاح، مشددًا على أن المشكلة الحقيقية تكمن في “الفكرة المغلوطة التي تتشكل من الصغر: انجح بأي طريقة”.

ظاهرة الغش في الامتحانات

وفي منشور مطوّل عبر صفحته الرسمية، قال حجازي: “مشكلة الغش موجودة من عشرات السنين، لكنها تفاقمت مع التطور التكنولوجي، وأصبحت معركة مستمرة لاكتشاف الحيل الجديدة”، مؤكدًا أنه خلال فترة توليه المسؤولية، سواء كنائب للوزير أو وزير، كانت هذه القضية على رأس الأولويات التي عمل على مواجهتها.

وأشار الوزير السابق، إلى أن الوزارة اتخذت عدة إجراءات للحد من الظاهرة، منها تطبيق نظام البوكليت، وإدخال نسبة من الأسئلة المقالية في السنوات الأخيرة، والتفتيش باستخدام العصا الإلكترونية، وإضافة باركود على ورقة الأسئلة لتتبع حالات التسريب، إلى جانب رصد وسائل الغش الحديثة مثل كروت الفيزا المتصلة بهواتف محمولة، وزراعة سماعات الأذن.

وأوضح، أن هناك عددًا من المقترحات التي تم طرحها بالتعاون مع جهات أخرى، من بينها أجهزة التشويش على الإنترنت والكشف عن ذبذبات الهواتف المحمولة داخل اللجان، إلا أن تنفيذها واجه صعوبات تقنية وإدارية.

الأسرة جزء من المنظومة 

وقال حجازي: “لو هنتكلم بصراحة، المشكلة مش في أدوات الغش، لكن في نظرتنا ليه… هل الطالب اللي نجح بالغش بيحس فعلًا بالنجاح؟ وهل أسرته فخورة به؟ وهل هينجح في الجامعة والحياة بنفس الطريقة؟”.

وحذّر من خطورة التوسع في ثقافة الغش، قائلاً: “ماذا لو تحوّل المجتمع كله إلى مجموعات من الغشاشين في كل المجالات؟ هل ده هيكون مجتمع ناجح؟”، مضيفًا أن “الفكرة الأخطر هي تحويل التعليم إلى وسيلة لجمع الدرجات فقط، بدلًا من بناء إنسان قادر على التفكير والعمل وحل المشكلات”.

وشدد حجازي، على الدور المحوري للأسرة، قائلًا: “ذكرت الأهل أكتر من مرة، لأن دورهم حساس جدًا. ممكن يكونوا طرفًا في الغش، أو يكونوا الداعم الحقيقي لولادهم عشان ينجحوا بمجهودهم”.

واختتم الوزير السابق حديثه برسالة واضحة: “هدفنا بناء إنسان مصري سوي نفسيًا، ملتزم بالقيم، ناجح بجهده، يعرف يتعامل مع الحياة… لو الطالب جاب الدرجات النهائية وفشل في مواجهة الواقع، يبقى إحنا كأهل ومدرسة فشلنا في رسالتنا”.

تم نسخ الرابط