خبير بيئي: مايو 2025 كان ثاني أكثر الشهور سخونة في التاريخ|فيديو

حذر الدكتور تحسين شعلة، أستاذ تقنيات النانو والخبير البيئي، من التداعيات الخطيرة لارتفاع درجات الحرارة على المستوى العالمي، مؤكدًا أن شهر مايو الماضي شهد ذوبان متسارع في القطبين الجليديين نتيجة لدرجات حرارة غير مسبوقة، ما ينذر بعواقب بيئية كارثية على كوكب الأرض بأسره.

ثاني أكثر شهور سخونة

وأوضح تحسين شعلة، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أن بيانات خدمة "كوبرنيكوس" الأوروبية لرصد المناخ أظهرت أن مايو 2025 كان ثاني أكثر الشهور سخونة في التاريخ المسجل ذوبان متسارع، وهو ما يمثل مؤشرًا خطيرًا على تسارع وتيرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية المتطرفة.

وأكد تحسين شعلة أن درجات الحرارة المرتفعة خلال هذا الشهر أسهمت في تسريع ذوبان متسارع الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات البحار والمحيطات وخلل بيئي واسع النطاق يمكن أن يؤثر على النظم البيئية والأنشطة البشرية في مناطق شاسعة من العالم.

القطب الجليدي يذوب

شدّد تحسين شعلة على أن ذوبان الجليد القطبي لم يعد مجرد خطر بعيد المدى، بل أصبح حقيقة آنية قابلة للقياس والمتابعة بالصور والأرقام، ما يفرض على المجتمع الدولي، وخاصة الدول الصناعية الكبرى، إعادة النظر في سياساتها البيئية وتقليل الانبعاثات الحرارية بشكل فوري.

وأشار تحسين شعلة إلى أن القطب الجنوبي شهد تفككًا جزئيًا لبعض الكتل الجليدية الكبرى، بينما لوحظ في القطب الشمالي تراجع كبير في المساحات المتجمدة مقارنة بالسنوات السابقة، مما يهدد بحدوث تغيرات جذرية في التيارات البحرية والطقس العالمي.

أوروبا ليست في مأمن

ولفت تحسين شعلة إلى أن أوروبا، رغم مساهمتها الكبيرة في الانبعاثات الصناعية، لا تزال غير مستوعبة تمامًا لخطورة الأزمة المناخية، مؤكدًا أن ارتفاع درجات الحرارة الذي يؤدي إلى ذوبان متسارع الجليد سيؤثر بشكل مباشر وسريع على القارة الأوروبية، حيث ترتفع احتمالات غرق مناطق ساحلية واضطرابات مناخية عنيفة تشمل الفيضانات والعواصف وحرائق الغابات.

وقال تحسين شعلة: "إن أوروبا ستكون من أولى المتضررين من ذوبان متسارع من هذه الظاهرة، وعلى قادتها التحرك العاجل عبر خطط خضراء واستثمارات في الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، لأن الوقت بدأ ينفد".

دعوة لتحرك عالمي عاجل

في ختام مداخلته، وجّه تحسين شعلة دعوة إلى المجتمع الدولي، خاصة صناع القرار في الدول الكبرى، لـالتحرك الفوري لمواجهة ظاهرة تغير المناخ، معتبرًا أن تجاهل الحقائق العلمية والبيئية لن يؤدي إلا إلى تسريع الانهيار البيئي الذي قد يدفع البشرية إلى نقطة اللاعودة.