خطة للتجويع.. مراكز توزيع المساعدات في غزة تتحول إلى مصائد للموت|فيديو

في تصريح صادم يلخص حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، أكد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، أن مراكز توزيع المساعدات الإنسانية التي شُغلت منذ 27 مايو الماضي لم تعد تمثل طوق نجاة للفلسطينيين، بل تحولت إلى مصائد موت حقيقية أودت بحياة أكثر من 125 شهيدًا في خطة للتجويع، وأدت إلى إصابة أكثر من 736 آخرين حتى اللحظة.
عسكرة المساعدات الإنسانية
وخلال مقابلة مع الإعلامية داليا نجاتي عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح صلاح عبد العاطي أن ما يحدث في غزة ليس مجرد خلل في إيصال المساعدات الإنسانية، بل هو توظيف وعسكرة ممنهجة للجانب الإنساني، ضمن ما وصفه بـ"خطة أمريكية إسرائيلية" تستهدف فرض السيطرة على السكان المدنيين من خلال إذلالهم وقتلهم، وحتى التحقيق معهم داخل نقاط المساعدات.
وشدد صلاح عبد العاطي على أن هذه الآلية مرفوضة بالكامل من قبل الشعب الفلسطيني ومؤسسات المجتمع المدني والأمم المتحدة، لأنها تنتهك كل القيم الإنسانية والقوانين الدولية، وتجعل من المساعدات الإنسانية أداة قمع لا إنقاذ.
تجويع متعمد وإغلاق طويل
وأشار صلاح عبد العاطي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد تجويع سكان غزة عبر منع إدخال المساعدات الإنسانية لفترات امتدت من 40 إلى 80 يومًا متواصلة، من خلال الإغلاق التام للمعابر، قبل أن يُسمح بدخول المساعدات الإنسانية بكميات ضئيلة وتحت رقابة مشددة.
وتابع صلاح عبد العاطي: “لم يكتفِ الاحتلال بذلك، بل سمح لعصابات منظمة بسرقة تلك المساعدات الإنسانية، مما أجبر السكان على التوجه إلى مراكز توزيع تتحول غالبًا إلى ساحات إطلاق نار واستهداف مباشر”.
وأكد صلاح عبد العاطي أن هذه الخطوة تستهدف تعطيل عمل منظمات الإغاثة الدولية، وعلى رأسها وكالة الأونروا، وتفريغ دورها الإنساني لصالح سيطرة عسكرية أمنية ميدانية للمساعدات الإنسانية.
تهجير قسري وديموغرافي ممنهج
وكشف صلاح عبد العاطي أن ممارسات الاحتلال تسعى إلى إحداث تغيير ديموغرافي خطير من خلال الضغط على سكان شمال قطاع غزة ودفعهم إلى النزوح القسري نحو الجنوب والوسط، للحصول على المساعدات الإنسانية، وهي استراتيجية تهدف إلى إفراغ المناطق السكنية وتحقيق أهداف أمنية وعسكرية طويلة الأمد.
وبين صلاح عبد العاطي أن هذه السياسات ترتقي إلى جرائم الإبادة الجماعية، حيث تم رصد أكثر من 500 شهيد وما يزيد عن 2000 إصابة خلال أسبوع واحد فقط، في مؤشر خطير على تصعيد غير مسبوق في استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين في التحكم في المساعدات الإنسانية.

انهيار المنظومة الصحية
وفي تحذير خطير، لفت صلاح عبد العاطي إلى أن المنظومة الصحية في قطاع غزة تنهار بوتيرة متسارعة، حيث يعاني السكان من فقر دم حاد وسوء تغذية شديد، إلى حد أنهم لم يعودوا قادرين على التبرع بالدم للمصابين في ظل الارتفاع الكبير في أعداد الجرحى.
وشدد على أن غياب الغذاء والماء والدواء يجعل كل جرح مفتوحًا بابًا للموت، وأن ما يجري على الأرض يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لإنقاذ ما تبقى من أرواح داخل القطاع المحاصر.