شقيقان يرحلان في يوم واحد.. الأخ الأصغر لم يتحمل فراق شقيقه ولحق به حزنا

في مشهد إنساني يهز القلوب ويصعب على الكلمات وصفه، خيم الحزن على قرية "سندنهور" التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، بعدما ودعت القرية شقيقين رحلا بفارق ساعات قليلة، في قصة مؤلمة تعكس عمق رابطة الدم والحب بين الأخوة.
في رابع أيام عيد الأضحى، فوجئ أهالي القرية بخبر وفاة المواطن أحمد ماهر، رجل ستيني معروف بطيبته وسيرته الحسنة. لم يكن يعاني من أمراض مزمنة، فكانت وفاته المفاجئة صدمة كبيرة لأسرته وكل من عرفه، وشيّع الأهالي جثمانه في جنازة مهيبة سادها البكاء والدعاء.
أما المشهد الذي خطف قلوب الحاضرين، فكان في تصرفات شقيقه الأصغر محمد ماهر، والذي لم يكمل الخمسين من عمره. ظل ملازمًا لجثمان شقيقه أثناء الغُسل والتكفين، ورفض أن يبتعد عنه ولو للحظة. كانت كلماته الأخيرة له:
"مش هقدر أعيش من غيرك يا أخويا.
كلمات خرجت من قلب مكسور، لم تكن مجرد وداع، بل نبوءة لقصة فاجعة وبعدها بساعات قليلة توفاه الله لتبقى ذكراه في أذهان الأهالي أنه الأخ الوفي المحب الذي توفى لحاقا بشقيقه.
بعد انتهاء مراسم الدفن والعزاء، عاد محمد إلى منزله محمولًا بالحزن والانكسار. لم يبدُ قادرًا على استيعاب ما حدث، وبحسب أسرته، جلس صامتًا يحدّق في الفراغ. وفي الساعة الرابعة فجرًا، وُجد جثمانه داخل منزله وقد فارق الحياة، دون أي مؤشرات مرضية سابقة.
أهالي "سندنهور" لم يصدقوا ما حدث، إذ باتت القصة تتردد على ألسنة الجميع:
"أخ مات من الحزن على أخوه.. مات من كتر الحب".
وتحولت الجنازتان إلى حديث القرية، والدموع لم تجف بين بيتين متجاورين، فقد رحل السند، ولحق به من لم يحتمل فراقه.