عاجل

شيخ الأزهر يوضح معنى اسم الله الودود وحظ العبد منه

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

تحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في سادس حلقات برنامج الإمام الطيب عن اسم الله الودود، موضحًا أن هذا الاسم يحمل معاني المحبة والرحمة، وأنه يجوز وصف العبد به بعد أن وصف الله نفسه بهذا الاسم الكريم.
 

 وأكد شيخ الأزهر أن محبة العبد لطاعة الله وكراهية معصيته هي تجسيد لمعنى اسم الله "الودود" عندما ينسب للعبد.

معنى اسم الله الودود كما أوضحه شيخ الأزهر

أوضح شيخ الأزهر أن اسم الله الودود يعني المحب لعباده، وأن الود من العبد يتمثل في محبته لطاعة الله تعالى وابتعاده عن معصيته، بينما الود من الله لعباده هو محبته لهم بتوفيقهم لطاعته وشكره. وأكد أنه يجوز للعبد أن يتوسل ويدعو باسم الله "الودود" سواء في أوقات الشدة أو أوقات الرخاء، لأن هذا الاسم يتسق مع كل الحالات التي يمر بها الإنسان.

حظ العبد من اسم الله الودود

أكد شيخ الأزهر أن حظ العبد من اسم الله الودود يتجلى في أن يحب للناس ما يحبه لنفسه، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم أعظم مثال في الاتصاف بهذه الصفة. واستشهد بما حدث يوم أحد، عندما كسرت رباعيته وشُجَّ وجهه الشريف، فطلب منه أصحابه الدعاء على قومه لكنه قال: "إني لم أبعث لعانًا ولكني بعثت داعيًا ورحمة، اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".

 وأوضح أن هذا المقام الرفيع لا يقدر عليه إلا من امتلأ قلبه بالود الحقيقي.

تدريب النفس على الود والتسامح

أشار شيخ الأزهر إلى أن العبد يمكنه أن يتدرب على صفة الود شيئًا فشيئًا، خاصة في شهر رمضان، حيث تكون النفوس مهيأة لتزكية الأخلاق. واستشهد بقول الإمام أحمد بن حنبل: "ينبغي أن يكون العبد سائراً إلى الله بين الخوف والرجاء"، موضحًا أن الخوف يُقدَّم في أوقات الصحة، والرجاء يُقدَّم في أوقات المرض. وأكد أن هذه القيم تعزز من علاقة العبد بربه وتساعده على التخلق بأخلاق الله.

أهمية الدعاء في حياة المسلم

شدد شيخ الأزهر على أهمية الدعاء كوسيلة تربط العبد بربه، مؤكدًا أن الصلاة كلها دعاء، وأن فاتحة الكتاب دعاء، وأن السجود هو أقرب ما يكون العبد فيه إلى الله. وأوضح أن المواظبة على الدعاء باسم الله "الودود" تُعزز علاقة العبد بالله وتجعله قريبًا من رحمته وفضله.

الود في أقوال الصحابة

استشهد شيخ الأزهر بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إن أردت أن تسبق المقربين، فصل من قطعك، وأعطِ من حرمك، واعفُ عمّن ظلمك"، مؤكدًا أن هذه الأخلاق هي تجسيد عملي لمعنى اسم الله الودود، وهي من الصفات التي يجب على المسلم أن يتحلى بها في حياته اليومية.

ختامًا، أكد شيخ الأزهر أن التخلق بأسماء الله الحسنى، ومنها اسم الله الودود، سبيلٌ للتقرب إلى الله ونيل رضاه، وأن الدعاء بهذا الاسم العظيم وسيلة لتحقيق الرحمة والبركة في الدنيا والآخرة.

تم نسخ الرابط