جدل حلقة الدحيح“نهاية الفراعنة”..والمؤلف:"اتظاهروا قدام المركز القومي للترجمة"

أثارت حلقة "نهاية الفراعنة" التي قدمها أحمد الغندور، المعروف بلقب "الدحيح"، نقاشًا محتدمًا على وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيدٍ لفكرة تبسيط العلوم، ومنتقدٍ لما وصفه بتشويه متعمد أو غير مقصود لتاريخ مصر القديم، فهل أخطأ فريق العمل في طرح الموضوع؟ وهل كانت ردود المؤلف كافية أم زادت النار اشتعالًا؟
تاريخ معقد.. في قالب مبسط أكثر من اللازم
وصف العديد من المتخصصين والمشاهدين حلقة الدحيح بأنها اختزال مخل لتاريخ مصر القديمة، حيث تم تلخيص فترة تمتد لأكثر من ألف عام من التحولات السياسية والدينية والاجتماعية في أقل من ساعة، مما أضعف المحتوى وقلل من دقته.
الانتقادات طالت كذلك أسلوب السرد الذي تمحور حول الغزاة كسبب أساسي للانهيار، بينما أُغفلت العوامل الداخلية مثل تراجع النظام الإداري، الفتن، تدهور الاقتصاد، وتغير المناخ، هذه العوامل كانت محورية في سقوط مصر القديمة، وفق ما يؤكده الباحثون في علم المصريات.
"اللغة القبطية ليست نهاية".. بل امتداد حضاري
أثارت حلقة الدحيح تساؤلات حول فهم السياق الزمني واللغوي، لا سيما حين تم طرح اللغة القبطية كمؤشر على انهيار الحضارة المصرية، ورد المختصون بأن القبطية ليست إلا المرحلة الأخيرة من تطور اللغة المصرية القديمة، وتمثل استمرارًا لها، لا انقطاعًا.
كذلك، لم تكن المسيحية قطيعة ثقافية مع مصر القديمة، بل شكلت تواصلًا مع الموروث المصري في الطقوس والمعمار والرموز.
لماذا تجاهلتم علماء المصريات المصريين؟
من أبرز النقاط المثارة ضد حلقة الدحيح ، أن صناعتها تجاهلت تمامًا إسهامات علماء المصريات المصريين، مثل د. سليم حسن، وأحمد فخري، وعبد الحليم نور الدين، الذين ساهموا في كشف أسرار الحضارة بجهود رصينة، الاعتماد على مصادر أجنبية فقط، من دون وجهات النظر المصرية، منح الحلقة بُعدًا استشراقيًا جزئيًا، وفق تعبير البعض.

حسام دياب مؤلف الحلقة يرد: "اللي مش عاجبه يهاجم الحكومة كمان"
حسام دياب، كاتب حلقة الدحيح ، بل نشر عدة تدوينات حادة على حسابه بموقع "فيسبوك"، وصف فيها المنتقدين بـ"الكمايتة"، مشيرًا إلى أنهم يريدون الحفاظ على "أسطورة وهمية" عن الحضارة المصرية القديمة، ويرفضون التعامل معها بشكل نقدي.
وقال دياب:
"الكلام اللي الناس زعلانة منه مأخوذ من كتاب (صعود الفراعنة وسقوطهم) لعالم المصريات توبي ولكنسون، ترجمة المركز القومي للترجمة، يعني جهة حكومية. لو عندكم اعتراض روحوا اتظاهروا قدام المركز وامنعوا الكتاب ."
وأضاف بتعليق ساخر:
"اللي عايز العودة لجذور القيم في حضارة مصر، يشوف إزاي كان بيتعامل المواطن العادي في عصر رمسيس التاني، ويقرأ كويس قبل ما يتكلم."
لكن هذه الردود أثارت جدلًا أكبر، حيث اتُهم دياب بالتهكم، والاستخفاف بآراء المتخصصين والجمهور، بدلًا من مناقشة الانتقادات علميًا.



فنان ينتقد بشدة: الحضارة المصرية ليست مادة للسخرية
الفنان تامر فرج كتب منشورًا مطولًا أعرب فيه عن استيائه من أسلوب طرح الحلقة، قائلًا:
"ما عنديش مشكلة مع أحمد الغندور، لكن الكاتب واضح إنه من النوع اللي بيستخف بالحضارة لصالح فكرة (إحنا عرب وخلصنا)!"
وأضاف: "إحنا بننتمي للثقافة العربية والدين الإسلامي والموقع الجغرافي، لكننا في الأساس عرقية وحضارة مصرية قديمة، العرب نفسهم أحفاد إسماعيل ابن هاجر المصرية، يعني مين اللي تابع لمين؟!".
فرج اختتم تعليقه بعبارة: "انتماؤنا الأول والأخير هو لمصر.. مصري مصري مصري."
