ضريبة الدمغة تحت المجهر.. ارتياح حذر في البورصة بعد إلغاء أرباح رأس المال

شهدت البورصة المصرية حالة من الارتياح النسبي خلال أولى جلسات التداول بعد عطلة عيد الأضحى، وسط تفاؤل مشوب بالحذر بين المستثمرين عقب الإعلان عن إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية، والتي طالما اعتُبرت أحد أبرز العقبات أمام تدفقات الاستثمار في سوق المال المصرية.
ضريبة الدمغة.. وربح رأس المال السوقي نحو 21 مليار جنيه، ليُغلق عند مستوى 2.330 تريليون جنيه، كما ارتفع مؤشر "إيجي إكس 30" بنسبة 0.69%، مغلقًا عند 32904 نقطة، في جلسة الثلاثاء 10 يونيو، التي اعتبرها مراقبون أول رد فعل حقيقي على هذا القرار.
مؤشرات البورصة اليوم
ورغم الترحيب العام بقرار إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية، إلا أن الأنظار الآن تتجه نحو ضريبة الدمغة، والتي ما زالت تُشكّل عبئًا لا يُستهان به، لا سيما مع طبيعتها التي تُفرض على كل عملية تداول بغض النظر عن المكسب أو الخسارة.
مؤشرات البورصة اليوم.. وضريبة الأرباح الرأسمالية
وفي هذا السياق، صرّح محمد محمود عبد الرحيم، الباحث الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، أن "البورصة بحاجة إلى محفزات حقيقية لاستعادة جاذبيتها، وعلى رأسها إعادة النظر في ضريبة الدمغة"، مؤكدًا أن هذه الضريبة تمس معظم المتعاملين بالسوق من الأفراد، وليس فقط الكيانات الكبيرة.
وأوضح عبد الرحيم ف ي تصريح خاص لـ نيوز رووم، أن نسبة ضريبة الدمغة الحالية بحاجة إلى مراجعة تشاركية بين الجهات المعنية والمستثمرين وشركات الوساطة المالية، للوصول إلى أدنى نسبة ممكنة توازن بين موارد الدولة وديناميكية السوق، مشيرًا إلى أن "أي نسبة مرتفعة ستُعيد السوق إلى دائرة الانكماش".
ضريبة الأرباح الرأسمالية
ضريبة الأرباح الرأسمالية.. على مدى السنوات الماضية، شكّلت ضريبة الأرباح الرأسمالية مصدرًا للتقلبات المتكررة في السوق، حيث كانت تثير قلق المستثمرين المحليين والأجانب مع كل خبر متعلق بتطبيقها أو تعديل آلياتها. وبحسب عبد الرحيم، فإن الضريبة كانت "تحمل علامات استفهام كثيرة من حيث توقيت التطبيق وآليات التنفيذ، وتؤدي إلى تراجعات حادة في المؤشرات عند كل إعلان جديد بشأنها".
ضريبة الأرباح الرأسمالية
وشدد الباحث الاقتصادي على أن إلغاء الضريبة يمثل فرصة لإعادة بناء الثقة، لكنه حذر من أن الاستقرار التشريعي والضريبي هو العامل الأهم في جذب الاستثمارات طويلة الأجل إلى البورصة المصرية.
ضريبة الأرباح الرأسمالية
وفي ظل أجواء من التفاؤل الممزوج بالتحفّظ، يبقى مستقبل سوق المال المصري رهينًا بقدرة الحكومة على صياغة سياسة ضريبية متوازنة وعادلة، تأخذ في الاعتبار خصوصية السوق المحلي واحتياجات المستثمرين، وتضع البورصة على طريق النمو الحقيقي والمستدام.