عاجل

قصة كفاح من وحي الفن.. صلاح منصور خريج الأزهر يرسم البهجة على وجوه الصغار بشوا

صلاح منصور فنان بنها
صلاح منصور فنان بنها

وسط زحام الحياة اليومية بشوارع مدينة بنها، يقف صلاح منصور، ابن محافظة المنوفية، خريج جامعة الأزهر، بابتسامته الصافية وألوانه الزاهية، ممسكًا بفرشاته، يرسم البهجة على وجوه الأطفال، ناشرًا السعادة بين أهالي المدينة وروّاد كورنيش النيل.

صلاح، الذي درس بكلية الشريعة والقانون، اختار أن يسلك طريقًا مختلفًا لتحقيق لقمة العيش، فغادر بلدته في المنوفية وجاء إلى القليوبية بحثًا عن رزق كريم له ولأبنائه. لم تمنعه الظروف من ممارسة هوايته المفضلة في الرسم الترفيهي، بل حولها إلى رسالة فرح يومية يقدمها للأطفال في الأماكن العامة.

يصطف الأطفال أمام لوحاته الصغيرة، يختار كلٌ منهم الرسمة التي يحلم بها، لينفذها صلاح على وجهه بدقة وإتقان، مستخدمًا أدوات آمنة وألوانًا صديقة للبشرة. كما يبدع في رسم الحنّة على أيدي الأطفال، ويحرص على التنوع والإبداع في رسوماته، مما يجذب انتباه الأهالي ويزيد من محبته في قلوبهم.

وليس الفن البصري وحده ما يميّز هذا الرجل البسيط، بل يمتلك أيضًا صوتًا عذبًا في الإنشاد الديني، حيث يشارك الأهالي في المناسبات والاحتفالات الدينية بأدائه الروحاني المتميز، مما جعله محبوبًا من الجميع.

ولأن الإبداع لا يحتاج إلى منصة رسمية ليصل إلى القلوب، فقد أصبح صلاح منصور وجهًا مألوفًا لأطفال بنها، الذين يعبرون عن سعادتهم بلمساته الفنية على وجوههم، ويحرصون على التقاط الصور معه بعد كل رسمة. كما يثني الأهالي على ما يقدمه، ويصفونه بأنه "فنان من نوع خاص" استطاع أن يصنع من البساطة فرحًا، ومن الموهبة رسالة نبيلة، ويمتدحون أسلوبه الراقي في التعامل مع الأطفال وصبره وابتسامته الدائمة.

ورغم التحديات، لا يزال صلاح يحمل حلمًا بسيطًا وعميقًا: أن يوفر حياة كريمة ومستقبلًا أفضل لابنه وابنته، وأن يضمن لهما تعليمًا جيدًا. وقد أشار إلى أن أبناءه يتمتعون هم أيضًا بموهبة الرسم، ويتمنى أن يتمكن من تنمية تلك الموهبة لديهم، ليكملوا مسيرته ولكن بخطوات أكثر ثباتًا وأوسع أفقًا.

صلاح منصور نموذج مشرف لشاب بسيط، جمع بين العلم والفن، وبين الإبداع والسعي الشريف، ليصبح مصدرًا دائمًا للبهجة في أعين الأطفال وأسرهم، ودرسًا حيًّا في الصبر والإرادة.
 

تم نسخ الرابط