تدخل للصلح فذُبح مع أمه.. جريمة مأساوية تهز حلوان

حاول الشاب العشريني، رأب الصدع وحل الخلاف بين خالته وزوجها، بعد أن حدث بينهما خلاف تركت على أثره المنزل منذ فترة، وتوجهت إلى منزل جدتها، في محاولة منه لقضاء أسرة خالته العيد معًا. فعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنه حاول أن يكون كبيرًا في أفعاله. لم يكن يدرِ ما ينتظره، فهو يتوجه لإعادة الحياة إلى أسرة تحتفل بالعيد في سعادة. فكان جزاؤه أن فقد هو ووالدته حياتهما بأيدي شخص ضحى بهما، وكأنهما ذبيحة العيد في مشهد مأساوي أدمى قلوب سكان منطقة أطلس بحلوان. إلا الجاني، الذي لم يشعر حتى بوخزة ضمير أو شعور بالذنب، بل جلس بأحد المقاهي أسفل المنزل يحتسي كوبًا من الشاي، ودماء الضحايا تلطخ ملابسه، كأنه ذبح شاة.
خلافات زوجية
دبت الخلافات بين سائق ميكروباص وزوجته، وعلى الرغم من تكرارها، إلا أنها في هذه المرة تركت شقة الزوجية منذ عدة أسابيع، وتوجهت إلى منزل أسرتها بعدما سئمت معاملة زوجها السيئة تحت تأثير المخدرات التي يتعاطاها بشكل دائم، غير مكترث بأطفاله أو حياتهم. وعلى الرغم من اقتراب عيد الأضحى، وبما أن معظم الآباء يحاولون لم شمل أسرهم وإدخال البهجة والسرور على أولادهم، كل على قدر استطاعته، إلا أن الزوج لم يحاول حتى التواصل مع أسرة زوجته حفاظًا على أولاده. وبعد طول فترة، توجه منذ أيام إلى منزل أسرة زوجته، التي تقيم فيه بصحبة والدتها، وعندما رفضت العودة إليه وطالبته بأن ينصلح حاله ويترك المخدرات، ما كان منه إلا أن تعدى على زوجته ووالدتها بالسب والإهانة. وعندما تدخل نجله رافضًا ما تتعرض له والدته وجدته من إهانة على يد والده، تعدى عليه بالضرب.
وساطة أيمن للصلح
عندما علم الشاب أيمن، ذو الـ29 عامًا، نجل شقيقة الزوجة، بما حدث من زوج خالته، قرر أن يكون الوسيط لإصلاح ذات بينهم. فعلى الرغم من حداثة سنه، إلا أنه كان قد تزوج منذ أشهر قليلة فقط، ويحاول أن تترابط أسرة خالته ويجمع شمل الأسرة. فهو لا يزال يحلم ببناء أسرته وينتظر مولوده الأول، ومحبوب بين زملائه بعمله في أحد المستشفيات الخاصة وفي منطقة سكنه بشارع أطلس بحلوان، مشاركًا الجميع أحزانهم وأفراحهم.
ولأن أيمن يمتلك كل تلك الصفات، قرر إنهاء الخلاف بين خالته وزوجها. وعلى الرغم من تحذير خالته له من سوء سلوك زوجها، إلا أن حالة الحزن التي شاهدها على ابن خالته بعد ما فعله والده به وبوالدته وجدته، جعلته يحاول إدخال السرور عليه وإنهاء تلك الخلافات.
مقتل أيمن ووالدته
وبالفعل، توجه إلى شقة زوج خالته، وحاول معاتبته في البداية على ما صدر منه، واستمالته بأنهم على بعد أيام من عيد الأضحى، وطالبه بلم شمل الأسرة. فما كان من زوج خالته إلا أن تعدى عليه بالسب، وتطور الأمر إلى مشاجرة، وإنهال عليه طعنًا بسكين ليرديه قتيلًا. وعندما تأخر أيمن عن العودة، وخوفًا عليه، حضرت والدته، وعندما شاهدت جثة ابنها أمامها، انهارت وحاولت التعدي على القاتل. فما كان منه إلا أن ذبحها بدم بارد، كأنه يذبح أضاحي العيد.
تأثير المخدرات
وبما أن المتهم تحت تأثير المخدرات الدائم، لم يشعر بلحظة ندم أو وخزة ضمير، ونزل من شقته ليجلس بأحد المقاهي يحتسي كوبًا من الشاي، وكأن شيئًا لم يكن. على الرغم من أن ملابسه ملطخة بدماء ضحاياه، في مشهد مرعب وكأننا أمام فيلم سينمائي تراجيدي شديد القسوة. حتى أبلغ الجيران وأسرة المجني عليهما الشرطة، ولم يحاول المتهم الهرب، حتى ألقت قوات الشرطة القبض عليه.
لتتحطم أسرة أيمن، الذي حاول لم شمل أسرة خالته، ليكون جزاء الخير هو الموت له ولأمه على يد شخص حاول لم شمل أسرته. إلا أن المخدرات التي أذهبت عقله حالت دون أن يعقل المفسد من المصلح. لتكون المخدرات دائمًا وسيلة لهدم وتحطيم حياة من يقعوا تحت طائلتها. فقد هدم الزوج حياته وحياة شاب في مقتبل عمره، في جريمة مأساوية أدمت قلوب كل سكان شارع أطلس بمنطقة حلوان.
تفاصيل الجريمة
وكانت منطقة أطلس بحلوان قد شهدت جريمة مأساوية، حيث أقدم سائق على قتل شقيقة زوجته ونجلها داخل شقته بسبب خلافات عائلية.
القبض على المتهم
وتلقي المقدم محمد مجدي، رئيس مباحث حلوان، بلاغًا بقيام المتهم بارتكاب جريمة قتل داخل شقته بالمجاورة 1 بمنطقة أطلس. وعلى الفور، أمر اللواء علاء بشندي، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بتوجيه رجال الأمن لمكان البلاغ، حيث عُثر على جثتي سيدة ونجلها بهما طعنات نافذة.
وتبين من التحريات التي أشرف عليها العميد أحمد الأعصر، مدير المباحث الجنائية بالقاهرة، أن زوج شقيقة المجني عليها الأولى وراء الجريمة، وتم ضبطه أثناء جلوسه بمقهى.