احتفاءا بتراث "الخال"في المترو..ابنته تكشف لـ"نيوز رووم"كواليس السيرة الهلالية

في تعاون ثقافي بين وزارة النقل ووزارة الثقافة، تتجدد الحياة في تراث السيرة الهلالية من خلال أصوات وإرث الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، في مبادرة تحتفي بالذاكرة الشعبية وتقدمها للأجيال الجديدة داخل وسائل النقل الحديثة.
السيرة الهلالية في قلب العاصمة
كشفت آية عبد الرحمن الأبنودي، ابنة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، عن سعادتها وأسرتها بإطلاق مبادرة خاصة بالتعاون بين وزارة النقل ووزارة الثقافة للاحتفاء بالسيرة الهلالية وصاحبها الأبرز "الخال"، وذلك تزامنًا مع احتفالات عيد الأضحى المبارك.
وتتضمن المبادرة عرض مقتطفات نادرة من تسجيلات صوتية للأبنودي يتناول فيها السيرة الهلالية، تُعرض عبر شاشات محطات المترو والقطار الكهربائي السريع، بالإضافة إلى إذاعتها عبر محطة "Me" الإذاعية المخصصة لمترو الأنفاق، وهو ما يمنح الركاب تجربة فريدة من نوعها للتعرف على جزء أصيل من التراث الشعبي المصري.

ذاكرة تنبض بصوت الأب
قالت آية الأبنودي: "أحب في البداية أن أشكر وزارتي النقل والثقافة على هذه المبادرة، نحن كأسرة سعداء جدًا بكل تكريم لوالدي وكل تذكير بتراثه، خاصة في ما يتعلق بالسيرة الهلالية، التي كانت شغفه الأكبر منذ طفولته".
وأضافت: "كان والدي يتتبع شعراء الربابة منذ صغره، وكان يقول دائمًا إنه 'مضروب بالسيرة'، وعندما كبر، حمل حلم السيرة معه وقرر أن يجمعها ويوثقها بنفسه على مدار 22 عامًا، مستخدمًا جهاز تسجيل أهداه له الفنان عبد الحليم حافظ".

من الصعيد إلى تونس: مشروع العمر
لم يكن جمع السيرة الهلالية مجرد هواية بالنسبة لعبد الرحمن الأبنودي، بل كان مشروع حياة متكامل، فقد تعاون مع شعراء من صعيد مصر مثل الشيخ جابر أبو حسين والشيخ سيد الضوي، وسافر إلى تونس أكثر من 22 مرة، باحثًا وموثقًا ومُسجلًا لكل تفصيلة في هذه الملحمة الشعبية.
ونجح الأبنودي في جمع السيرة في خمسة أجزاء، بل وهناك دراسة عنها باللغة الفرنسية استعان بكتبه باحثون ومؤسسات ثقافية، وعلى الرغم من صعوبة المهمة، فإنه أنجزها بمفرده، مدفوعًا بإيمانه بأن الإنسان لا يُخلد إلا بأثره، وبما يتركه للأجيال من بعده.
متحف "الخال" وحلم الطفولة
وأشارت آية إلى أن متحف عبد الرحمن الأبنودي في قنا، الذي يظهر في لقطات المبادرة، كان بمثابة الحلم الأكبر لوالدها، حيث أراد أن يتيح لأطفال قريته "أبنود" فرصة الاطلاع على تراث لم يُتح له هو شخصيًا في طفولته، وأضافت: "لم تكن لديه كتب يقرؤها عندما كان صغيرًا، لذا كان يتمنى أن يُتاح لكل طفل في قريته فرصة المعرفة والتنوير".