إيمان مجدي.. أول مدربة قيادة في بنها تتحدى الأعراف وتنجح في "مهنة الرجال"

في قلب مدينة بنها بمحافظة القليوبية، سطّرت سيدة مصرية نموذجًا فريدًا للنجاح والكفاح، بعدما قررت أن تسلك طريقًا غير تقليدي، وتدخل مجالًا طالما ارتبط في أذهان الكثيرين بالرجال فقط. إيمان مجدي، التي يعرفها أبناء بنها اليوم بلقب «الكابتن الفرفوشة»، أصبحت أول سيدة تعمل كمدربة قيادة للنساء والرجال في المدينة، لتؤكد أن الإرادة قادرة على كسر أي قيود اجتماعية أو مهنية.
بدأت إيمان رحلتها من موقع مغاير تمامًا، فقد درست اللغة الإنجليزية، وكان من الممكن أن تنضم إلى صفوف المعلمين أو تختار طريق العمل المكتبي في القطاع الخاص، لكنها اختارت أن تكون مختلفة. شغفها بالقيادة، ورغبتها في تقديم خدمة حقيقية للنساء الباحثات عن استقلالية وثقة على الطريق، دفعاها إلى تأسيس مشروعها الخاص.
لم تكتفِ إيمان بتعليم النساء القيادة فقط، بل قامت بتوسيع نشاطها ليشمل تدريب الرجال أيضًا، لتواجه بذلك نظرة تقليدية ترى أن مجال التدريب على القيادة حكر على الرجال. تقول بثقة: "الرجالة اتقبلوا الفكرة بكل ترحيب، وكتير منهم شجعوني لما شافوا التزامي واحترامي للمهنة".
إلى جانب تعليم القيادة، تقدم كابتن إيمان خدمات مميزة، مثل تنظيم زفات العرائس بطريقة مبتكرة، مستخدمة سيارتها الخاصة التي تُعرف بها في شوارع بنها. وتوضح: "بعمل شغل الزفة بإحساس عالي، وبرقص بالعربية، وبحب أدخل العرسان في جو مبهج ومميز".
رحلة إيمان لم تكن سهلة، فقد واجهت في بداياتها الكثير من التحديات، لكنها أصرت على الاستمرار، بدعم من بعض صفحات التواصل الاجتماعي المحلية في بنها، وتقدير المجتمع لها، خاصة من النساء اللاتي رأين فيها نموذجًا للمرأة القوية والمكافحة.
اللافت أن إيمان لا ترى نفسها فقط كسيدة امتهنت مهنة غير معتادة، بل تعتبر نفسها فردًا من عائلة كل عميل تتعامل معه، وهو ما ينعكس في أسلوبها البسيط والقريب من القلوب، والذي جعلها تحظى بشعبية كبيرة.
اليوم، أصبحت كابتن إيمان رمزًا نسائيًا في القليوبية، ونموذجًا للمرأة التي كسرت القيود وفرضت وجودها باجتهادها وتميزها، رافعة شعار: "مافيش حاجة اسمها الست مبتعرفش تسوق".
وان قدرة المرأة اصبحت تفوق إى تحديات مجتمعية.