عاجل

كيف تشكل الموتوسيكلات الصغيرة خطورة نفسية على الأطفال | خاص

الموتوسيكلات الكهربائية
الموتوسيكلات الكهربائية

في ظل انتشار الدراجات والـ موتوسيكلات الكهربائية الصغيرة بين الأطفال، يتزايد الجدل حول مدى أمان هذه الألعاب وفائدتها، فبينما يراها البعض مجرد وسيلة للترفيه، يرى متخصصون أنها تكشف خللًا في التربية الحديثة واتجاها نحو الاستهلاك المفرط والتقليد الأعمى. 

وفي تصريح خاص لموقع “نيوز رووم” عبّرت الدكتورة هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع، عن قلقها الشديد تجاه هذه الظاهرة، مؤكدة أن مثل هذه الألعاب قد تُشكل خطرًا نفسيًا وسلوكيًا على الطفل.

الدكتورة هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع
الدكتورة هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع

مجتمع استهلاكي يقلد دون وعي


وقالت الدكتورة هالة يسري: إن انتشار الـ موتوسيكلات الكهربائية بين الأطفال دليل على أننا أصبحنا مجتمعًا مستهلكًا لا يفكر كثيرًا في جدوى ما يقدمه لأطفاله، بل ينساق خلف كل جديد دون وعي بالآثار النفسية أو الجسدية"، وتؤكد أن تقليد في نوعيات الألعاب دون دراسة مناسبة لطبيعة الطفل والمجتمع، يُنتج نماذج من الأطفال غير مدركين لأهمية الحركة والنشاط.

موتوسيكلات كهربائية
موتوسيكلات كهربائية

سلامة الطفل وسلامة الآخرين في خطر

وشددت دكتورة هالة يسرى ، على أن استخدام الأطفال لهذه الـ موتوسيكلات، حتى وإن كان في أماكن مخصصة، لا يمنع احتمالية تعرضهم للحوادث، وتوضح: "نحن لا نتحدث فقط عن سلامة الطفل، بل عن سلامة كل من حوله، فطفل صغير يقود وسيلة نقل ولو كانت لعبة، يُمكن أن يصطدم بطفل آخر، أو يسقط ويتعرض لإصابة خطيرة"، وتتابع: "السلامة لا تتعلق فقط بالبيئة، بل تبدأ من نوع النشاط الذي نُقدمه للطفل".

التربية الفكرية والسلوكية تبدأ من الاختيار
تُشير د. هالة، إلى أن التربية الفكرية والسلوكية تُبنى من التفاصيل الصغيرة، مثل اختيار نوع اللعبة المناسبة ، وتقول: "علينا ألا نُلبّي كل طلبات أبنائنا، فليس كل ما يطلبونه مفيدًا، وأحيانًا يكون الرفض من مصلحة الطفل، لأنه يزرع فيه قيمًا كالصبر، والتمييز بين النافع والضار".

ألعاب تُشجّع الكسل وتُضعف الصحة
وتوضح يسرى ،  أن  الـ موتوسيكلات الكهربائية وغيرها من الألعاب الكهربائية تقلل من نشاط الطفل البدني وتُشجّعه على الكسل، وهو ما ينعكس سلبًا على صحته، وتضيف: "يجب أن نُشجع أطفالنا على استخدام الألعاب الحركية مثل الدراجات الهوائية، لأنها لا تُنمي فقط عضلاتهم، بل تعزز لديهم القدرة على التوازن والاعتماد على النفس".

رسالة للآباء: لا تتنازلوا عن وعيكم التربوي
في ختام تصريحها، وجهت الدكتورة هالة يسرى الدعوة إلى الآباء إلى الانتباه للرسائل التي تُمرر من خلال الألعاب، مؤكدة: "اللعبة ليست مجرد ترفيه، بل هي أداة تربوية، إذا لم نُحسن اختيارها، نُهدر فرصة حقيقية لبناء شخصية قوية، صحية، ومتفكرة في أطفالنا".

تم نسخ الرابط