عاجل

"نيمبوس" متحور جديد يهدد بصيف وبائي في بريطانيا

متحور كورونا الجديد
متحور كورونا الجديد

أطلق علماء الصحة في بريطانيا تحذيرات متزايدة من متحور جديد لـ فيروس كورونا يُعرف باسم "نيمبوس"، مشيرين إلى أنه شديد العدوى. وقد يتسبب في موجة جديدة من الإصابات خلال فصل الصيف، في ظل تراجع المناعة المجتمعية وضعف الإقبال على التطعيم.

ارتفاع الإصابات

وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن وكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA)، فقد ارتفعت نسبة الإصابات المؤكدة بكوفيد-19 بنسبة 97% مقارنة بشهر مارس الماضي، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ بداية عام 2025.

ويُعرف المتحور الجديد علمياً باسم "NB.1.8.1". وقد تم رصد 13 حالة منه في إنجلترا حتى الآن، في حين تم إرسال 25 عينة من هذا المتحور إلى قاعدة البيانات العالمية الخاصة بـ "كورونا". غير أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير، نظراً لانخفاض عدد الفحوص التي تُجرى حالياً مقارنة بذروة الجائحة.

تحذير من العدوى

وحذر خبراء من أن المناعة التي تكونت لدى السكان من إصابات سابقة أو لقاحات قديمة قد تراجعت، مما يجعل فئات كثيرة أكثر عرضة للإصابة.

ودعت السلطات الصحية البريطانيين من الفئات الأضعف – مثل كبار السن وسكان دور الرعاية والمصابين بأمراض مناعية – إلى تلقي جرعات معززة من اللقاح، خاصة بعد أن أظهرت البيانات أن الحاصلين على جرعة ربيعية كانوا أقل عرضة بنسبة 45% لدخول المستشفى نتيجة مضاعفات كورونا.

"نيمبوس" تحت المراقبة

وصنّفت منظمة الصحة العالمية المتحور "نيمبوس" مؤخراً ضمن "المتحورات تحت المراقبة"، ما يعني أن المنظمة تتابعه عن كثب لرصد أي دلائل على تطوره إلى تهديد أكبر، قد يدفعها لاحقاً إلى إدراجه ضمن المتحورات المثيرة للقلق.

ووفقاً لبيانات المنظمة، فإن متحور "نيمبوس" يشكل حالياً 10.7% من إصابات كوفيد العالمية، مقارنة بـ 2.5% فقط قبل شهر، وهو ما يعكس تسارعاً ملحوظاً في انتشاره، خاصة في دول مثل الصين وسنغافورة وهونغ كونغ.

أعراض مألوفة

حتى الآن، لا تظهر على المصابين بالمتحور الجديد أعراض مختلفة عن السلالات الأخرى، وتشمل الأعراض الشائعة: الحمى، التعب، ألم العضلات، والتهاب الحلق.

لكن العلماء يبدون قلقهم من أن اللقاحات المتوفرة حالياً – والتي تم تطويرها لمواجهة سلالات أوميكرون السابقة – قد لا توفر الحماية الكافية ضد "نيمبوس"، بسبب قدرته المحتملة على التهرب المناعي.

إصابات على الأبواب

وقال الدكتور لورنس يونغ، أستاذ علم الفيروسات في جامعة ورك البريطانية، إن متحور "نيمبوس" قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في الإصابات بـ "كورونا" خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مع تزايد التجمعات الاجتماعية وارتفاع درجات الحرارة.

وأضاف:"من المرجح أن نشهد موجة إصابات في أواخر يونيو أو يوليو، خاصة مع تراجع مناعة السكان وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية".

وأشار إلى أن الدراسات المعملية تُظهر قدرة هذا المتحور على إصابة الخلايا بكفاءة أعلى من سلالات سابقة، فضلاً عن إمكانية تفلته من المناعة الطبيعية والمكتسبة.

استمرار وفيات كورونا

ورغم التراجع العام في مستوى القلق من "كورونا"، إلا أن المرض لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً للفئات الضعيفة. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن الفيروس كان سبباً في وفاة أكثر من 300 شخص في إنجلترا خلال شهر مايو الماضي فقط.

تم نسخ الرابط