ذكرى دخول الإمام الشافعي إلى مصر.. كيف أثر مذهبه في الفقه الإسلامي؟

تحل اليوم ذكرى دخول الإمام محمد بن إدريس الشافعي إلى مصر، ليؤسس فيها مذهبه الفقهي الذي أصبح أحد المذاهب الإسلامية الأربعة.
وشكّل دخول الإمام الشافعي، في مثل هذا اليوم، السادس من رمضان عام 201 هـ (الموافق 16 مارس 817 م)، نقطة تحول في الفقه الإسلامي، إذ نقل الإمام الشافعي الاجتهاد الفقهي إلى مستوى جديد يجمع بين مدرسة الحديث في الحجاز ومدرسة الرأي في العراق.
من هو الإمام الشافعي؟
وُلد الإمام الشافعي عام 150 هـ في غزة بفلسطين، ثم انتقل إلى مكة المكرمة، حيث نشأ وتعلم القرآن الكريم واللغة العربية في سن مبكرة، حيث تتلمذ على يد الإمام مالك بن أنس في المدينة المنورة، ثم سافر إلى العراق ليتعلم على يد الإمام محمد بن الحسن الشيباني، أحد كبار علماء المذهب الحنفي.

وصل الإمام الشافعي إلى مصر بعد أن طاف في بلاد الحجاز والعراق واليمن، بحثًا عن العلم وتطوير منهجه الفقهي، وكان انتقاله إلى مصر بدعوة من واليها حينذاك، حيث بدأ بتدريس مذهبه الجديد في جامع عمرو بن العاص، واستقطب العديد من الطلاب والعلماء، الذين ساهموا في نشر فكره في مصر وخارجها.

اعتمد المذهب الشافعي، على الجمع بين فقه أهل الحديث وفقه أهل الرأي، كما اعتمد على أدلة القرآن الكريم والسنة النبوية، إضافة إلى القياس والإجماع والاستحسان.
وللإمام الشافعي العديد من المؤلفات منها كتاب "الرسالة" وهو أول كتاب في علم أصول الفقه، الذي حدد فيه قواعد الاستنباط، وكتاب"الأم" حيث يعد موسوعة فقهية تتضمن آرائه الفقهية في مختلف المسائل الشرعية، وغيرها من المؤلفات.
تأثير الإمام الشافعي في مصر
كان لمذهب الإمام الشافعي تأثير واسع في مصر، حيث انتشر بشكل كبير وأصبح أحد المذاهب الأساسية في العالم الإسلامي، خصوصًا في مصر واليمن وبلاد الشام وإندونيسيا وماليزيا، وقد ساهمت كتاباته في وضع أسس علم أصول الفقه، الذي أصبح المرجع الأساسي للفقهاء بعده.

توفي الإمام الشافعي في مصر عام 204 هـ (820 م)، عن عمر 53 عاما، ودُفن في منطقة القرافة في القاهرة، حيث لا يزال قبره مزارًا حتى اليوم.