من الإعلانات إلى عمق 63 مترًا تحت الماء..زهـراء الحسيني تكسر الأرقام القياسية

في لحظة اختلطت فيها الإرادة بالإصرار، دخلت الغواصة المصرية زهـراء الحسيني التاريخ من أوسع أبوابه، بعد أن حطمت 3 أرقام قياسية جديدة لمصر في رياضة الغوص الحر، ووصلت إلى عمق 63 مترًا باستخدام الزعانف الأحادية (المونوفين)، محققة بذلك ثالث أعمق غطسة في إفريقيا.
زهـراء، التي وصفها الجمهور بلقب “صاحبة بالين”، لم تكن رياضية محترفة في بداياتها، بل قضت 9 سنوات تعمل في مجال الإعلانات والإنتاج، قبل أن تأخذ منعطفًا جذريًا في حياتها، بعد لقاء غير مخطط له في دهب، حيث كانت تشاهد غواصًا يؤدي غطسة مذهلة. تلك اللحظة غيّرت مجرى حياتها بالكامل.
البداية من حوض سباحة في الزمالك
حماس زهـراء لرياضة الغوص وُلد من حبها القديم للسباحة. وهي طفلة، حضرت تمرينًا لفريق نادي الزمالك، وأُعجبت بما رأت لدرجة أنها انضمت للفريق واستمرت تتدرب لمدة 6 سنوات. وعندما سمعت لاحقًا نصيحة بتعلّم الغوص، بدأت على الفور، وتمكّنت من إنهاء كل الدورات التدريبية خلال 6 شهور فقط.
كورونا كانت بداية الحلم
في فترة الحجر الصحي أثناء جائحة كورونا، استطاعت زهـراء أن توفّق بين عملها في مجال الإعلانات والتدريب على الغوص. تلك المرحلة ساعدتها في اتخاذ قرار مصيري: الانتقال للعيش في دهب، وبدء مسيرتها المهنية في الغوص الحر، وهي أكثر راحة واستقرارًا.
أول مدربة غوص محترفين في مصر والعالم العربي
زهـراء الحسيني ليست فقط صاحبة الأرقام القياسية الجديدة، بل هي أيضًا أول مدربة غوص محترفين في مصر والوطن العربي، ما يجعل إنجازها مضاعفًا، كونها تجمع بين التفوّق الرياضي والريادة المهنية في آنٍ واحد.
من الفشل إلى الإنجاز
رحلة زهـراء لم تكن سهلة أبدًا، ومرت خلالها بلحظات اختبرت إيمانها بنفسها. في أول مسابقة، كانت تفصلها 6 أمتار فقط عن الرقم القياسي، ثم زاد الفرق إلى 10 أمتار في المسابقة التالية، مما جعل حلمها يبدو أبعد. لكنها لم تستسلم. بدعم من مدربها، غيّرت تركيزها من مطاردة الأرقام إلى حب الرياضة نفسها، ما جعل تجربتها في المسابقة التالية من أجمل لحظات حياتها، وكانت نقطة تحول في أدائها.
رياضة للعقل قبل الجسد
زهـراء تصف الغوص الحر قائلة: “الغوص الحر رياضة للعقل قبل ما تكون للجسم، التركيز على التنفس واتصالك بنفسك بيخلق حالة راحة متتوصفش.. والأجمل إن نبضات القلب بتقل للنص تحت المايه وده بيساعد في تقليل القلق في الحياة اليومية”.
نحو العالمية
زهـراء، التي واجهت لحظات يأس وحققت أحلامًا كانت تراها مستحيلة، تحلم اليوم بأن تصبح الأولى على إفريقيا في الغطس الحر، وأن تمثّل مصر عالميًا. كما تطمح إلى تأسيس مركز تدريب محترف بإدارة مصرية في دهب، التي تُعد واحدة من أهم مناطق الغوص في العالم