الصين تعرض المعادن النادرة مقابل تسويق السيارات الكهربائية في أوروبا
في تطور لافت في العلاقات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي، كشفت قناة "القاهرة الإخبارية" في تقرير تليفزيوني مفصل أن بكين عرضت إنشاء "قناة خضراء" تسمح بدخول السيارات الكهربائية الصينية بسهولة إلى السوق الأوروبية، مقابل تسهيلات أوروبية تتعلق بالمعادن الأرضية النادرة التي تحتكر الصين أكثر من 90% من إنتاجها عالميًا.
الاجتماعات المغلقة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس خلف الكواليس كانت حاسمة في هذا الإطار، حيث تسعى الصين لتأمين أسواق جديدة لمنتجاتها المتقدمة في مجال المركبات الكهربائية، في الوقت الذي تبحث فيه أوروبا عن مصادر مستقرة لمواردها الاستراتيجية.
مرحلة حاسمة من النقاش
في بيان رسمي، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن المفاوضات المتعلقة بتحديد أسعار السيارات الكهربائية قد وصلت إلى مرحلة مفصلية، مؤكدة في الوقت ذاته أن التوصل لاتفاق نهائي لا يزال يتطلب بذل المزيد من الجهود من كلا الطرفين.
وقد جاء هذا البيان عقب لقاء مهم جمع وزير التجارة الصيني وانج وانتاو بنظيره الأوروبي ماروش شيفوفيتش، في محاولة لتضييق فجوة الخلافات المتزايدة بشأن دعم الصناعة والتسعير العادل، خصوصًا في ظل اتهامات أوروبية للصين بإغراق الأسواق بالمنتجات منخفضة التكلفة.
خلافات تتجاوز قطاع السيارات
الاحتكاك التجاري لم يتوقف عند السيارات فقط، بل امتد ليشمل المنتجات الفرنسية الأخرى، إذ ردت بكين بفرض قيود استيرادية على بعض السلع الفرنسية، كرد فعل على تحقيقات أطلقتها المفوضية الأوروبية حول ممارسات تجارية اعتُبرت غير عادلة.
رغم هذه التوترات، أفادت مصادر مطلعة بأنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن هذه المنتجات، وهو الآن قيد المصادقة النهائية قبل انعقاد قمة يوليو المرتقبة بين الطرفين، والتي قد تكون مفصلية في تحديد ملامح التعاون الاقتصادي القادم.
الذكرى الـ50 للشراكة
يتزامن هذا التصعيد مع اقتراب الذكرى الخمسين للعلاقات بين بكين وبروكسل، وهي محطة رمزية مهمة في تاريخ التعاون بين القوتين، فيما يرى مراقبون أن القمة المقبلة إما أن تؤدي إلى انفراجة في النزاع التجاري وإرساء توازن جديد، أو قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر والمصالح المتضاربة.
في ضوء التحولات العالمية، بات واضحًا أن الصراع على الموارد الحيوية والتقنيات المتقدمة سيظل أحد أبرز ملامح العلاقة بين الشرق والغرب، وسط تزايد أهمية السيارات الكهربائية والمعادن النادرة كمحاور استراتيجية في التجارة الدولية.
مصالح معقدة وتوازنات دقيقة
التحركات الصينية الأخيرة تكشف عن سعيها لإعادة صياغة دورها العالمي من خلال أدوات اقتصادية ذكية، مستغلة نفوذها في سوق المعادن النادرة لدعم صناعاتها المتطورة، خاصة في مجال الطاقة النظيفة والنقل المستدام.
في المقابل، تبدو أوروبا حذرة في فتح أسواقها أمام المنتجات المدعومة حكوميًا، لكنها أيضًا في حاجة ماسة إلى موارد خام حيوية لضمان استقرار سلاسل الإمداد في ظل التحولات المناخية والصناعية.
