عاجل

توتر بين الحكومة والجيش الإسرائيلي بعد اعتراض سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة

سفينة مادلين
سفينة مادلين

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن وجود خلافات داخلية بين القيادة السياسية والجيش الإسرائيلي على خلفية التعامل مع سفينة "مادلين"، التي كانت متجهة نحو قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع منذ سنوات.

كما أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن قوات البحرية سيطرت بالكامل على سفينة "مادلين"، واعتقلت النشطاء الذين كانوا على متنها، قبل سحب السفينة إلى ميناء أسدود جنوب إسرائيل.

وأشار شهود عيان إلى أن قوارب سريعة يُعتقد أنها تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي، اقتربت من السفينة وطلبت من النشطاء رفع أيديهم استعدادًا للاعتقال، وسط انتشار أمني مكثف في المنطقة البحرية المحيطة.

مواد غامضة ألقتها طائرات مسيّرة قبل الاقتحام

ووفق ما أوردته وسائل إعلام محلية، ألقت طائرات مسيّرة إسرائيلية مادة بيضاء غير معروفة بالقرب من السفينة قبل تنفيذ عملية الاقتحام، ما أثار تساؤلات حول طبيعة تلك المادة والهدف منها، خاصة مع غياب أي تفسير رسمي من قبل الجيش الإسرائيلي حتى اللحظة.

وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطائرات بدون طيار في الأجواء، ما شكّل غطاءً جوياً لعملية الاقتحام.

خلافات داخل القيادة الإسرائيلية بشأن التعامل مع السفينة

وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن توترًا ملحوظًا برز بين الجيش وبعض كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بشأن طريقة التعاطي مع السفينة "مادلين".
ورجحت الصحيفة أن الخلاف يدور حول التوقيت والحساسية السياسية والإعلامية المحيطة بعملية الاقتحام، خصوصًا في ظل الانتقادات الدولية المتكررة لسلوك إسرائيل تجاه قوافل كسر الحصار عن غزة.

"مادلين" تُعيد مشهد أسطول الحرية

كما تُعد سفينة "مادلين" جزءًا من تحالف "أسطول الحرية"، وهي مبادرة دولية تسعى لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة عبر إرسال سفن تحمل نشطاء وإمدادات رمزية. وتُعيد هذه الحادثة إلى الأذهان المواجهة الشهيرة مع سفينة "مرمرة" التركية عام 2010، والتي أسفرت حينها عن مقتل نشطاء وأزمة دبلوماسية واسعة.

ويبقى من غير الواضح إن كانت هذه الحادثة ستؤدي إلى تصعيد سياسي أو ميداني، خاصة مع ما تحمله من أبعاد رمزية وإنسانية في ظل الحصار المستمر على غزة. لكن المؤكد هو أن سفينة "مادلين" أشعلت خلافًا داخليًا داخل المؤسسة الإسرائيلية، وجددت الجدل الدولي حول حرية الوصول إلى القطاع الساحلي المحاصر.

 

تم نسخ الرابط