حماس تستنكر اعتراض الاحتلال سفينة "مادلين" واعتقال نشطائها

أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي لـ سفينة "مادلين" واعتقال النشطاء الذين كانوا على متنها أثناء توجههم إلى قطاع غزة في مهمة تضامنية لكسر الحصار.

وفي بيان بثته قناة القاهرة الإخبارية، وصفت الحركة الواقعة بأنها اعتداء صارخ على العمل الإنساني والتضامني، مطالبةً بالإفراج الفوري عن المتضامنين المعتقلين، وتحميل الاحتلال كامل المسؤولية عن سلامتهم.

دعوة أممية لـ كسر الحصار 

 وفي سياق متصل، طالبت "حماس" الأمم المتحدة والمنظمات الدولية باتخاذ موقف عاجل وحاسم ضد ما وصفته بـ"القرصنة الإسرائيلية"، داعية إلى كسر الحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا.

 وأكدت "حماس" أن استمرار الصمت الدولي يشجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من الانتهاكات ضد المبادرات الإنسانية.

مصير الركاب الترحيل

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السفينة "مادلين"، التي انطلقت ضمن "تحالف أسطول الحرية" لكسر الحصار عن غزة، قد وصلت إلى السواحل الإسرائيلية "بأمان"، وأن جميع ركابها سيُعادون لاحقًا إلى بلدانهم الأصلية.

وفي بيانها الرسمي، قالت الخارجية الإسرائيلية إن كمية صغيرة من المساعدات التي كانت على متن السفينة ستُنقل إلى غزة عبر ما سمّته "قنوات إنسانية حقيقية"، دون توضيح نوع المساعدات أو آلية تسليمها.

انتقادات دولية وحقوقية

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن البحرية الإسرائيلية صادرت السفينة واعتقلت جميع من كانوا على متنها، في خطوة أثارت انتقادات من منظمات حقوقية ودولية وصفت ما حدث بأنه "قرصنة بحرية"، نظراً لوقوع العملية في المياه الدولية خارج نطاق السيطرة الإسرائيلية.

وأوضحت بعض المصادر أن النشطاء كانوا ضمن مبادرة إنسانية سلمية تهدف إلى لفت الأنظار إلى معاناة سكان غزة تحت الحصار المتواصل منذ سنوات.

تل أبيب تزعم

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن البحرية الإسرائيلية تواصلت مع السفينة وأمرت بتغير مسارها، واعتبرت أن السواحل البحرية لغزة مغلقة أمام السفن غير المرخصة بموجب ما وصفته بـ"حصار بحري قانوني".

وشددت على أن محاولات اختراق الحصار تعتبر خطيرة وغير قانونية، متهمةً النشطاء بـ"تعطيل الجهود الإنسانية الحقيقية" الجارية عبر القنوات الرسمية.

المنظمات الحقوقية

من جانبها، انتقدت منظمات دولية موقف الاحتلال من السفينة، واعتبرت أن التعامل الإسرائيلي مع قوافل المساعدات يعكس سياسة ممنهجة لعرقلة وصول الدعم الإنساني لغزة.

وطالبت تلك المنظمات المجتمع الدولي بضرورة توفير ممرات آمنة للقوافل الإنسانية، وإنهاء ما وصفته بـ"العقاب الجماعي غير القانوني" ضد الشعب الفلسطيني.

قضية "مادلين" وحصار غزة

تُعيد واقعة اعتراض سفينة "مادلين" تسليط الضوء على قضية الحصار المفروض على غزة، والذي يواصل خنق أكثر من مليوني إنسان يعانون من نقص في الغذاء، الدواء، والاحتياجات الأساسية.

في وقت تتباين فيه الروايات بين إسرائيل والنشطاء الدوليين، تظل دعوات كسر الحصار تتزايد، وسط مطالبات أممية بضرورة وقف الانتهاكات الإنسانية المتكررة التي تحدث باسم "الأمن القومي الإسرائيلي".