"رغم كثرتها".. خبير: موقعان أثريان فقط بـ"سيناء" مفتوحين للزيارة والبقية مغلق

قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار وعضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إن جهود الدولة لإعادة كتابة تاريخ سيناء بعد استردادها، استنادًا إلى الاكتشافات الأثرية في طريق حورس في شمال سيناء ومواقع مسيحية وإسلامية بجنوب وشمال سيناء، لم تسفر عن فتح سوى موقعين ومتحف للزيارة حتى الآن.
وأشار ريحان في تصريحات خاصة إلى نيوز رووم، إلى أن المواقع المفتوحة حاليًا هي دير سانت كاترين وقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون في طابا، بالإضافة إلى متحف شرم الشيخ، رغم وجود عدة مواقع أثرية مؤهلة لاستقبال الزوار، وإضافتها إلى خارطة السياحة المحلية والعالمية بعد استكمال أعمال الترميم والتأهيل، وتوفير الخدمات السياحية اللازمة.
معبد حتحور بسرابيط الخادم
من هذه المواقع معبد الإلهة حتحور في منطقة سرابيط الخادم بسيناء، وشهد المعبد آخر أعمال ترميم في عام 2014، شملت ترميم وإعادة تركيب لوحاته وتدعيم أسواره، كما تضمنت أعمال الترميم تنظيم مسارات الصعود والنزول من وإلى المنطقة الجبلية التي يقع بها المعبد، وإنشاء مقر دائم لمنطقة آثار سرابيط الخادم ومركز للزوار بتكلفة 14 مليون جنيه، ورغم هذه الجهود، لا يزال المعبد بحاجة إلى خدمات سياحية إضافية وتأمين وتمهيد الطريق المؤدي إليه من أبو زنيمة.
دير الوادي بطور سيناء
يُعد دير الوادي المكتشف في طور سيناء الدير الوحيد بجنوب سيناء الذي يحتفظ بكافة عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادي حتى الآن، هذا الدير، أُنشئ كحصن روماني وأُعيد استخدامه كدير محصّن في عهد الإمبراطور جستنيان، كان يخدم خطط الإمبراطورية لحماية حدودها الشرقية، يضم الدير كنيسة رئيسية على طراز البازيليكا، وثلاث كنائس فرعية، و56 حجرة للرهبان واستقبال الحجاج المسيحيين، بالإضافة إلى مطعم، ومعصرة زيتون، ومنطقة خدمات بها فرن للخبز وفرن صغير لعمل القربانة، ورحى، وبئر، ودورة مياه. وقد تقدم الدكتور عبد الرحيم ريحان بمشروع لترميمه وفتحه للزيارة منذ سنوات.
الفرما: مدينة الأنبياء والعائلة المقدسة
كما سلط الدكتور ريحان الضوء على أهمية مدينة الفرما (بيلوزيوم سابقًا)، التي استقبلت العائلة المقدسة وتُعرف بمدينة عبور الأنبياء، وتقع الفرما على بعد 35 كم شرق القنطرة شرق على شاطئ البحر المتوسط بالقرب من قرية بالوظة، وتبعد آثارها المكتشفة 5 كم عن طريق القنطرة – العريش.
وقد ازدهرت المدينة في العصر الروماني، وكُشف بها عن قلعة بسور ضخم من الطوب الأحمر، ومسرح روماني فريد من نوعه في مصر، كامل العناصر المعمارية، يتسع لحوالي تسعة آلاف متفرج، كما تضم الفرما مجمع كنائس وكنيسة الفرما الكبرى.
وقد قامت الدولة بأعمال تطوير في الفرما ضمن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، شملت رفع كفاءة الموقع الأثري، ورصف طريق بطول 4 كيلومترات، وإنارته وتشجيره، وتوصيل خط مياه عذبة، وتمهيد ورفع كفاءة الطرق الداخلية المؤدية إلى كنائس تل مخزن ومدينة الفرما بطول 6 كيلومترات.
بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء سور لحماية المواقع الأثرية بالمنطقة (البالغة مساحتها 300 فدان)، وإنشاء مظلات بمسارات الزيارة، ومتحف، ومركز للحرف التراثية البدوية التي تشتهر بها شمال سيناء.
والسؤال هنا هو أن سيناء -على ما يبدو- تزخر بكنوز أثرية تحتاج إلى مزيد من الاهتمام لفتحها أمام الزوار، ولكن ما هي الخطوات الضرورية لتسريع فتح هذه المواقع للسياحة المحلية والعالمية؟