الهروب من المسئولية.. كيف دمر غياب الأب حياة عائله كاملة؟

في عالم يتسارع فيه الجميع للبحث عن حياة أفضل، يتحمل الأباء العبء الأكبر من أجل تأمين مستقبل الأبناء .. ويبقي السؤال .. هل يمكن أن يتخلى الأب عن أبناءه؟.. هذه القصة تعكس واقع مظلم من الحياة.
حلم كل فتاة
بدأت القصة من 15 عاما، فتاة مثل كل الفتيات تحلم بالزواج وتكوين أسرة سعيدة ولذلك عندما عرض عليها أسرتها شخص تقدم لخطبتها وعلى الرغم من أنها لم تكن لها علاقة به ولا تعرفه إلا أنها وافقت بعدما أخبرتها أسرتها بأنه شخص مناسب و يعمل بوظيفة جيدة بأحد البنوك وبالفعل تم الزواج و مرت السنوات الأولى من الزواج فى حياة سعيدة ورزقت بطفلين.
سفر الأب للعمل بالخارج
وبعد أن حصل الأب على فرصة في أحد الدول العربية، وافقت الزوجة، ولم تكن تعلم أنها ستقلب حياتها رأسا عل عقب، كانت على أمل أن تتحسن أحوالهم ويتم تأممين مستقبل الصغار.
الهروب من المسئولية
وبدلا من أن يحسن حياة زوجته وابنائه معه وجد فى السفر فرصه للهرب من المسؤوليه لتجد الزوجة نفسها وحيدة تواجه أمواج الحياة العاتية بطفلين. وزوج يتهرب دائما منها ومن أطفالهما ولا تدرى إن كان زوجها بخير أم أصابه مكروه. فلجأت إلى أسرة الزوج إلا أنها لم تجد منهم إجابة شافية لكل التساؤلات التى تدور بخلدها ولم يحاولوا حتى مساعدتها لتجد الزوجة نفسها فجأة تواجه وأطفالها المجهول حتى تيقنت من أن زوجها قد تخلى عنهم بمباركة عائلته فلم يشعر بالاشتياق لأطفاله أو يحاول الإطمئنان عليهم.
وامام ذلك التعنت منه ومن اسرته وجدت نفسها تدخل دائرة القضايا والمحاكم و حصلت على حكم الطلاق منه فى عام ٢٠١١
مفاجأة زواج الأب من أخرى
ورغم انه ميسور الحال ويعمل مدير بنك بالدولة التى يعمل بها الا انه رفض الانفاق على ابناوه مما دفعها لاقامه دعوى نفقه صغار فحصلت على حكم قضائى بنفقة لها و لطفليها وهنا ظهر الزوج فجأة واوكل لمحامى ان يطعن على الحكم بالاستئناف بدلا من ان يشعر بالتقصير نحو إبنه و إبنته و يعيد التفكير فى أنهم يحتاجون إليه وطلب بالاستئناف تخفيض النفقه لأنه متزوج من اخرى ولديه منها ابناء وكانت تلك هى المفاجأة التى صدمت زوجته و إبنه و إبنته عندما شاهدوا صوره وثيقه زواجه من اخرى وصور من قيد ميلاد لبنتين ابناؤه من زوجته الثانية محاولا التهرب من نفقه ابناؤه وكانت الصدمة التى زلزلت الزوجة والأبناء
و التى وجدت نفسها تكافح من أجل تربية ابنائها بينما زوجها قد نسيهم و تزوج من أخرى غير مبالى بهما و مات على الرغم من انه لازال على قيد الحياة
واستصدرت ضده حكما بالحبس ٣٠ يوما فى حال عدم سداد متجمد النفقه ولان الزوج فى ذلك التوقيت كان يحضر فى أجازات سنوية إلى مصر لرؤيه والده المريض أضطر أن يسدد النفقات لأطفاله خوفا من القبض عليه و على الرغم من أن إبنه و إبنته كانوا يتسولوا من أبيهم نفقاتهم و هو الذى لم يحاول حتى رؤيتهم و لم يشعر بالاشتياق لهم طيلة 10 سنوات إلا أنهم كانوا يلجأون إليه و خوفا من أن يتعرض لأحكام تضعه تحت طائلة القانون خلال عودته لزيارة أسرته
إنقطاع علاقة الأب بأبنائه
ولكن بعد وفاه والده فى عام ٢٠١٦ لم يعد الى مصر مره اخرى و إنقطعت علاقته بإبنه و إبنته و لم يعد يرد على إتصالاتهم أو يرسل لهم نفقات و كأنه طلهم مع أمهم حتى أصبح إبنه شابا أنهى دراسته الجامعية و إبنته باتت عروس لا تعرف عن أبيها سوى إسمه و صوره فحتى صوته أصبحت لا تعرفه بعدما تخلى عنها والدها و أعمامها و كأنها إبنة الخطيئة تدفع ثمن خلافات زوجية لا ذنب لها فيها
وتراكت النفقات واستصدرت الأم احكاما قضائيه ضده بزياده النفقه وتجمد عليه نفقات وصلت قيمتها الى ٥٠٠ الف جنيه دون جدوى فكأن والدهم قد نسى أن له أبناء يعيشون فى مصر وكأنهما لم يأتيا إلى الدنيا.